قبل هيمنة السلطات المركزية في مختلف الدول كانت العصبة القبلية تشكل قوام التنظيمات القبائلية التي كانت توفر الحماية والعيش لأفرادها قبل ان تتحول هذه المتطلبات الأساسية في حياة الناس إلى السلطة المركزية في الدولة التي صارت وحدها مصدر توفير الأمن والعيش للمواطنين. الأمر الذي أسهم بتراخي العصبة القبلية لصالح المواطنة.
في شتى بقاع الأرض سارع العديد من أبناء القبائل العربية وغير العربية إلى الانضواء تحت لواء الدول بصفة المواطنة. فتركوا حياة الترحال وسكنوا القرى والمدن والحواضر، وعوضا عن الأعمال المرتبطة بالعيش في الصحراء أو الجبال أو السهول انخرطوا في وظائف وأنشطة توفرها الدولة المركزية كمثل الأجهزة الأمنية أو سواها من المؤسسات المدنية الأخرى.
في صحراء الجزيرة العربية لم تشذ القبائل البدوية عن هذه الطبيعة البشرية، ولم تتمترس في خندق «الممانعة» بل سارع أفرادها بعزيمة وإصرار على قبول صفة المواطنة والانضمام الى الحواضر في مختلف الدول المركزية بصفتهم مواطنين في هذه الدولة أو تلك، لا بصفتهم أبناء قبائل.
حدث ذلك عندما تخلى البدو عن مغازل السدو لينسجوا لأوطانهم أثوابا جديدة.
http://www.salahsayer.com