كلما جاء الحديث عن التعليم المشترك بين الطالبات والطلاب خرج علينا من يصر على إطلاق صفة «الاختلاط» على هذا النوع من أنواع التعليم الذي يستجيب لمتطلبات العصر، حيث المرأة تمارس حقها بالعمل المشترك مع الرجل، وشح الموارد يفرض على الحكومات ترشيد الإنفاق، الأمر الذي يصعب معه فصل المباني وتوفير المعلمين الاكفاء، وكذلك فصل المكتبات والمختبرات والمواقف والمطاعم والحدائق وغيرها.
الاختلاط من الخلط وهو المزج. فخلط الشيء بالشيء مزجه، كأخلاط أو اختلاط الدواء حين تتمازج مكوناته، و«الخليط» عند العرب القدماء «حلب الناقة على لبن الغنم» وذلك الخلط أو المزج لا يحدث في الحرم الجامعي بين الطالبات والطلاب، فلا أحد من الطلبة، ذكورا أم إناثا، يفقد مكوناته الأساسية.
يقتضي التعليم تشارك الطالبات والطلاب في تلقي العلم، مثلما يتشاركون في أداء الواجب العملي أو المهني بعد التخرج، وعند الالتحاق بسوق العمل، ذلك أن مراكز العمل أماكن مشتركة بين العاملين والعاملات فيها، وليست أماكن مختلطة يتمازج فيها الناس أو يختلطون بالمفهوم السلبي للكلمة.
mailto:www.salahsayer.com