صلاح الساير
يبكي الناس أوطانهم في العـادة حين يكونون خـارجهـا، وابكي بلادي وانا فيـها، فكلما سـمعت شعار «الكويت تستاهل» نزل الدمع من عيني على هذه البـلاد الـتي تمادينا بتــجــريحــهــا باسم الوطنية والولاء والحب، حـتى أصـبـحت الكويت كالمتسولة التي تدور في الأســواق تبـــحث عن عطايا الآخرين.
حين يبذل المرء جـهدا في سبـيل والدته ويقوم بالواجب نحوها، فلا أحد يقـول له «حـسنا فـعلت لأن والدتك تســتــاهل» فذلك من طبـيعة الحـياة الاجتماعـية للناس حيث للأم منزلة رفـيـعـة في ضمـائر الأبناء، والقـيام بالـواجب نـحــــوها لا يســـتـــدعي كـلمـــة «تسـتـاهل» التي تحـمل مـعـاني التـصغـيـر أو التكرم أو التفضل.
ان الـولاء لـلــوطـن والبذل في سـبيله ليـسا خـيـارين بين خـيـارات متـعددة، كي تـستـجدي الكويت الحـب من الناس بحجـة انها «تسـتاهل»! فـتلك مقـاربة محـفوفـة بالخاطر قد تثـمر قطوفا فــاســدة، فـــبــعض الشـعـارات السـاذجـة توصل رسـائل عكسيـة، تضر ولا تنفع.