أكتب رسالتي هذه بعد أن نفد صبري وما عاد بي قدرة على التحمل أكثر. بكيت ولم يلتفت لدموعي أحد. شكوت أوجاعي ولم أجد فيكم اذنا صاغية. كلما غضب أحدكم من أخيه راح يصرخ كالمعتوه ويهز أركان البيت ويتجاهل وجودي.
كان آباؤكم فقراء فأغناهم الله في حضني، طرقوا بابي ففتحت لهم قلبي، وأصبحت لهم أما عطوفا. كانوا أميين فتعلموا الابجدية تحت سمائي. عبروا البحار والقفار وتنازعتهم الدروب حتى بلغوا سدرتي فناموا في ظلالها. لم أفرق بينهم. أحببتهم جميعهم سواسية.
بعض اجدادكم كانوا يتقاتلون فيما بينهم فألفت بين قلوبهم واصبحوا اخوة، وبعض اجدادكم كانوا يتفاخرون على بعضهم البعض فساويت بينهم. ولهذا أحبني أجدادكم وآباؤكم، وردوا الجميل بأفضل منه. حملوني الى المراتب الرفيعة، وطرزوا لي أجمل الثياب. فحفظوا العهد وصانوا الوفاء.
أما أنتم، وبعكس ما كان يفعل اجدادكم الاماجد، فقد بالغتم في التيه والانانية والعصبية والكسل والخناقات واثارة الفتن فمتى تدركون أهميتي ـ أنا أمكم الكويت ـ وتكفون عن هز أركان هذا البيت.
http://www.salahsayer.com