ندرك النوايا الطيبة للنواب الداعين إلى عقد جلسة سرية خاصة لمناقشة الوحدة الوطنية غير أن الذي ينبغي إدراكه من قبل الجميع هو مساهمة عدد من نواب البرلمان (دون قصد أو وعي منهم) في التقوقعات المذهبية والعصبوية والنعرات المتهالكة التي من شأنها تعريض السلام الاجتماعي للخطر.
إن التمترس وراء المذهبيات والعصبويات والنعرات وانتهاز الفرص وامتطاء الأخطاء واستغلال التقصير الإداري وتقاعس الأداء الحكومي، كمنصات لافتعال القضايا وتوهم البطولات وادعاء الخصوصيات واطلاق الصرخات والتهديدات، ممارسات تتنافى والوعي الحقيقي بأهمية المحافظة على الوحدة الوطنية.
لا تاريخ هذه البلاد ولا جغرافيتها يقدمان دليلا واحدا على هذه الأمراض التي طفت مؤخرا على سطح البلاد، بل العكس هو الصحيح. فاللحمة الوطنية في الكويت صلبة في الحرب والسلم وفي الشدة والرخاء.
لسنا نزايد على وطنية أحد، بيد أن الأمل ضعيف بمساهمة قادح النار في عملية إخماد الحريق. ويبقى على الدولة مسؤولية تحديث مفهوم المواطنة في الوجدان الجمعي، وعدم تركه عرضة للاجتهادات الناتجة عن التهور أو انعدام الوعي.
http://www.salahsayer.com