صلاح الساير
وجهه طويل، مصفح، جـبـهـتــه نافـرة، وقلة الحيـاء تبرق من عـينيه.
بشـعـره المـنسـدل على كـتـفـيــه يبـدو أشـبـه بالسخلة، غيـر انه يتمتع بموهبــة التـيــوس في عناده وغــبـائه، فــوق دراجـتـه الـنارية يطارد سـيـارة تقــودها امـرأة برفقة عيالها.
ضايقها مرات، ومرات كادت تصطدم بالرصيف، تحاول الهـروب منه، فلا جـدوى.
كـلمـا توقــفت سـيـارتها قـرب اشـارة المرور الحـمراء، التـصق بالسيـارة بغية مـحادثة السـيـدة المحتـرمـة التي كانت حـريصة على رفع زجاج الشباك.
للـفت نظـرها، قـــام المعـجب التافـه بحركـات خرقاء.
كان أشـبه بالقرد، فـأثار اشـمـئـزاز قـائدي السـيارات الأخـرى الذين تصــادف مـــرورهم في الشــارع نفـســه.
عنوة يحــاول ان يحــادثهــا، والسـيــدة مـشــغـولة بالحديث مع عيالها، وكلما تجاهلتـه أكثـر، أمعن في سفهه حد الجنون.
حين أعطت الاشــارة نورها الأخضر وتحركت السيارات، انطلق بسرعة البرق، فتدهورت دراجته النارية، وارتطمت جبهته النافـرة بالاسفلت.
مـات، غير مأسـوف على غبائه.