يجوز «للفنان» ما لا يجوز لغيره. ففي القصيدة الوطنية يمكن للشاعر الكويتي استعمال مفردتي الحضر والبدو، كما يجوز للفنان استعادة البيئة البحرية أو البدوية، فيقوم الرسام برسم بدوي فوق جمل أو يصنع النحات تمثالا على هيئة بحار عتيق. أما عند كتابة المقال السياسي أو الاجتماعي فلا يجوز للكاتب المعاصر أن يشير إلى خصوصية «أبناء القبائل» دونما إثبات أو دليل.
ففي الكويت لا خصوصيات فارقة لأحد. وفي اللقاء اللافت الذي أجراه الزميل ذعار الرشيدي مع العم صالح العجيري يوم امس، اشار العم صالح العجيري الى وجود «ثقافة مختلفة» تحاول ان تفرض نفسها الانعزالي على ثقافة المجتمع الكويتي حيث لا يوجد في الكويت بدو وحضر أو سنة وشيعة بل هناك «كويتيون» فقط وعلينا أن نتعامل وفق هذا الاساس.
وهكذا تمكن العم صالح العجيري، بمعلوماته العتيدة وصراحته المعهودة، من تشخيص الحالة الراهنة المتمثلة في هذه «الثقافة المختلفة» ومحاولة فرض هيمنتها على ثقافة المجتمع الكويتي الذي تقاعس طويلا عن تعزيز «ثقافته المنفتحة» وحماية هويته الوطنية فبهتت هذه الهوية وصارت عرضة للنهب والطمس والتهميش.
www.salahsayer.com