أنطلق ثانية من لقاء العم صالح العجيري في «الأنباء» يوم الاول من امس والذي لخص فيه حالنا الراهن مع اضطراب الهوية الوطنية حين اشار بصراحة الى «الثقافة المختلفة» التي تحاول فرض نزعتها الانعزالية على الثقافة الحقيقية للمجتمع الكويتي المتميزة بالتسامح والانفتاح على الآخر.
لقد انصهر الكويتيون بمختلف اصولهم ومذاهبهم في بوتقة واحدة اسمها الكويت، والشواهد كثيرة، فكانت «الهوية الكويتية» سمة اساسية تميز الشخص الكويتي قبل ان تميزه عروقه او مذهبه، وذلك حدث عندما كانت ثقافة المجتمع قوية ومبادرة وفاعلة وقادرة على «صهر الجميع وتكويت وجدانهم الجمعي» في هوية كويتية واحدة.
غير ان هذه الثقافة الاصيلة والحقيقية انكفأت وتم اقصاء رموزها وناشطيها، ولأن الطبيعة تكره الفراغ، تقدمت «الثقافة المختلفة» لتملأ الفراغ وتهيمن على الاذهان، فتجلى الحصاد في هذه الظواهر العصبوية والانعزالية التي انتشرت بين الناس كما النار في الهشيم.
ان كان هناك من يفتش عن حل، فالحل يكمن في رد الاعتبار لهذه الثقافة الاصيلة واحترامها وتقويتها وتعزيز الهوية الوطنية عبر رؤية شاملة تعتمد على سياسات جادة لا تقبل الهزل!
www.salahsayer.com