تبادلت رسائل الكترونية مع شاب كويتي يطلق على نفسه اسم «صحراوي»، وكانت بداية المراسلة احتجاجه على ما أكتبه عن تحديث مفهوم المواطنة ورفضي لعبارة «أبناء القبائل»، وفي آخر رسالة عبر الصحراوي عن غضبه من قيام الدولة بإنشاء المتحف البحري لأنها بذلك تتجاهل تاريخ البادية.
يبدو أن رخاوة المعرفة الوطنية في هذه البلاد تدفع البعض قسرا نحو الممانعة والتشبث بالخصوصية الافتراضية. فهذا الشاب لم يدرك بعد أن الامجاد البحرية التي حققها الكويتيون ملك له ايضا، وله حق الاعتزاز بها كمثل جميع المصريين الذين يفخرون بتاريخ الفراعنة، ذلك أن تاريخ الدول ملك لجميع مواطنيها.
الامجاد البحرية الكويتية أمست تاريخا، وما عاد أحد قادرا على فعل ما فعله البحارة القدماء بمن فيهم احفاد اولئك البحارة، وان كان حفيد البحار العتيق يفخر بذلك المجد، فلهذا الشاب «صحراوي» الحق في الانتماء لهذا التاريخ الماجد الذي جعل من بلاده «سوبر ماركت» المنطقة بأسرها.
ان تجاهل أهمية نشر «المعرفة الوطنية» أضعف الثقافة الكويتية الاصيلة لصالح الثقافة المختلفة. والنتيجة.. شاب كويتي يتمترس في الممانعة ويرفض الاعتزاز بتاريخ بلاده.
www.salahsayer.com