صلاح الساير
يبـــدو لي ان مــشـكلة رئيس الحكومـة في الكويت (تحــديدا) تماثل مــشكلة الكاتب الصـحافي المسـتقل، فـالقـراء الذيـن يتـابعـون كاتبهم المفـضل يشتهون ان يشابههم، فـيطالبونه، على الدوام، بـتـــبني افكـارهم، وارتداء ثيــابهم، وحــدهم دون سـواهم، فان لم يفـعل الكاتب، يـنزعج المحـبــون المتابعون.
ان الكاتـب المســتــقل لا يمكنه ارتداء ثياب الآخرين، وكــــذلـك رئيـس الوزراء المكلف بتشـكيل الحكومة لا يمكنه ان يتـجـاهل مكونات المجتمع الـسـيــاسي او الاجـتــمـاعي في الـبـلاد، فيـرضي طرفا على حـساب طرف.
ولعلي لم ابتـعـد عن الحـقيـقـة، يوم امس، حين وصـــــفت الحـكومـــــة الجــــديـدة بالحكـومـــة الواقـعيـة القـابلة للحيـاة والانجاز.
لــســت اوزع «نــون» التفاؤل بين الجموع، فمثلي يـدرك وطـأة القـنـوط فـي النفـوس المحبـطة، غيـر ان القــراءة الاوليـة لتــشكيل الحكومة الجديدة تشير الى انها تمتلك قـدرا من التوازن المطلوب لاي حكومة راغـبة بالانجاز، اضـافة لتـمتعـها بعناصر مـعروفة بقـدرتها على العـمل الجـاد.
ويا الله السلامة.