راج بين الناس أن الابداع وليد الألم والجوع والتشرد والمرض والعذاب، وذلك وهم كبير وخطأ شائع، اما الصواب الذي يستقيم والمنطق السليم فان الابداع وليد الموهبة وحدها بصرف النظر عن حال صاحبها، فقير معدم او موسر واسع الثراء، مريض سقيم او انه موفور الصحة، جبان رعديد او شجاع جسور، صعلوك طريد او مستقر يعيش في أمان.
لو اننا صدقنا ربط ملكة الابداع بالفقر او المرض لكان جميع المرضى والفقراء والمشردين في العالم فنانين مبدعين، وبذلك نكون قد تجاهلنا حقيقة الملكات الابداعية التي تجلت لدى العديد من الاثرياء وساكني القصور، ونذكر من العرب على سبيل المثال، وعبر العصور، ابا الطيب المتنبي واحمد شوقي ونزار قباني والامير خالد الفيصل وغيرهم من المبدعين المنعمين بالرفاه.
ان ربط الابداع بالمعاناة شكل مصدر رزق لبعض ضعاف النفوس الذين جمعوا المال او روجوا لأعمالهم الادبية او الفنية بادعاء المرض او العوز او التشرد، كما ان هذا الربط السقيم ادى الى التشكيك الغاشم في الموهوبين الحقيقيين بحجة انهم ميسورو الحال، وكأن نعمة الموهبة ونعمة الرفاه لا تجتمعان.
www.salahsayer.com