نبدأ كلامنا مع الآخرين بعبارات دارجة مكرورة، نحفظها ونعيدها دون وعي، كمثل السياسي المتحدث في ندوة، يبدأ طنينه الخطابي بعبارة «في الحقيقة» أو «في الواقع» غير أنه سرعان ما يجنح بعيدا عن الواقع، فيكاد يمزق الحقيقة التي بشرنا بها في بداية خطبته الطنانة.
يحدث أن نسأل الآخرين سؤالا بعد أن نتملص من مسؤوليتنا وكأننا ابرياء مما نسأل. فنقول «السؤال الذي يطرح نفسه» علما أن لا احد يدري لماذا يطرح السؤال نفسه؟ وهل للسؤال نفس؟ وكيف يطرحها؟ وكثيرا ما يشرع البعض في الحديث مع الآخر بعبارة «مثل ما أنت عارف» فإذا كان هذا الآخر عارفا، لماذا يضيع الوقت بينكما بحديث أنتما تعرفانه؟
بعضنا يستخدم أمثلة في غير مكانها أو مناقضة لما يقول. أو يكتب جملة من تأليفه وينسبها لشخصية تاريخية. وبعضنا يكثر القسم والحلف اثناء حديثه مع الآخر ويكرر كلمة «صدقني» وكأنه يشك بصدقية كلامه فيستجدي الآخر تصديق أكاذيبه. وبعضنا يتحدث بكلام لا يفهمه، ويكرر كلمة «فاهمني» فإذا كنت أنت لا تفهم ما تقول، فكيف أفهم أنا ما أسمع؟ عجايب!
http://www.salahsayer.com