صلاح الساير
نعـجب مـن الذين ذرفـوا الدمع على واقـعنا الثـقـافي بسـبب تصـفــيـة مكتـبـة الربيــعـان، فــهــذا الواقع الثـقـافي المتدهـور أمر آخـر يختلف عن خسارة المشاريع التـجـاريـة، ومن المؤكـد ان هذه المكتـبة (التـجارية) قـد خسرت لاسبـاب لا علاقة لها بحـالة القــراءة بين الناس، والشاهد ان لديـنا دور نشر ناجحة، مستـمرة، لم تدفعها ندرة الـقـــراء الى اعـــلان التصفية.
ان الاعلان عن تصفية دار نشر ما، امـر يحدث حتى في المجتمعات المتـقدمـة التي تنتـشـر فيـهـا القـراءة بين الناس، وتكبر فـيها مسـاحة المكتبات واسـواق الكتب، فلا حكـمـــة تـرتجى من خـلط الخسارات التجارية لاسباب ماليـة او ادارية وتشخـيص الواقع الثقافي الذي نعيشه.
لقد وصف عـبدالله خلف في صحـيفة الوطن تصفـية مكـتــبـــة الربـيــعـــان بالارتجـاليــة، واشـار الى خطوة قـانونية كان ينـبغي على المكتـبـة اتباعـهـا وهي تصفية حسـابها مع اصحاب الذمم من مـؤلفي الكتب قـبل اعـلان التـصـفــيـة، وقـبل الانفــراد ببـيع هـذه الكتب بــربــع ديــنــار (! ) دون اسـتشـارة مؤلفـيهـا الذين كـانوا يودون اســتـرجـاع كتـبهم، وتحصـينها من هذه النهــاية الشـمــشـونـيـة الموجعة.