نكرر عبارة «جادة الصواب»، وقلما نقول «طريق الصواب» وكذلك عبارة «تسليط الضوء» ولا نقول «تسليط النور»، فثمة متلاصقات في كلامنا تلاصق التوأم السيامي، نذكر الكلمة الثانية حالما نذكر الاولى كمثل قولهم في نشرات الأخبار «غرقت السفينة قبالة الساحل» ولا يقولون «تدهور القطار قبالة المحطة».
«نأخذ بعين الاعتبار» جملة دارجة شائعة، وأصلها من القرآن الكريم في قوله تعالى (فاعتبروا يا أولي الأبصار) أي انظروا وتدبروا، فارتبطت العبرة بالنظر ومصدره العين. كما يكثر في كلامنا جملة «الانصهار في البوتقة» ذلك أن البوتقة أصلها فارسي «بودقة» وهي الوعاء الذي يصهرون فيه المعادن.
نكرر تلازم كلمات معينة مثل «الأدهى والأمر» ومنشأ هذا التلازم الذكر الحكيم، ففي سورة القمر يقول تعالى (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر)، وبعضنا يضيف فيقول: «الأدهى والأمر والأنكى» وحين تسأله معنى «الأنكى» يصمت! فنقرأ في تاج العروس «نكيت في العدو أنكى نكاية، أي هزمته وغلبته».
كما يتلازم الإعجاب لدى النسوة العرب بالجنون والهبل، فحين تصف امرأة فستاناً أعجبها تسارع بالقول انه «يجنن يعقد» وبالكويتي «يهبل يفتخ»، اللهم يا كافي!
www.salahsayer.com