هاتفني قائلا «زين سويت فيه» فارتج عليّ الأمر، ولم أكن أعرف «ماذا سويت وبمن؟» وحين طلبت منه الشرح والتوضيح، فاجأني، بفهمه الغريب لما كتبته قبل أيام عن «مؤتمر المطيريجية»، وأضاف بإصرار عجيب أنه «متأكد» من انني أقصد فلانا من الناس!
بعد مشقة أوضحت له أن لا فلان ولا سواه من البشر طفا على سطح تفكيري أثناء كتابة ذلك المقال. صحيح انني كنت أسخر من كثرة المؤتمرات في بلادنا غير اني لم أكن أقصد أحدا بعينه، وكل ما في الأمر انها فكرة برزت لي من مخبئها فقررت اصطيادها وتناول الموضوع بصورة ساخرة.
ثمة مشكلة تتعلق ببعض القراء، خاصة مع ذلك النوع من المقالات التي لا يكتب عليها «اسم المرسل إليه» واضحا، حيث يندفع القارئ المتعطش لكشف سر القضية الغامضة إلى لعب دور التحري الشهير هيتشكوك، فيشطح في البعيد حتى يتجاوز فكرة الكاتب ونواياه.
إنها الكتابة تختصر الحياة.. فمثلما يسقط الكاتب في فخ سوء التعبير يسقط القارئ في فخ سوء التقدير.
www.salahsayer.com