صلاح الساير
تـلـتــف الـروايـات التاريخية في بلادنا كما تلتـف الأشــجـــار في الخيس حيـث الأغصان تتــشـابك، والجــذوع تتناطـح، وتتـبـعــثـر الأوراق، ويـتـــــوارى الضــوء، فــلا يعــرف الحاطب مـراده، ويخرج من الخـــيـس خـــالي الكيس، فلا حطب يشعل النار، ولا حصيد مفيدا.
ذاكــرة تغـــرق في العـــتــمـــة، المواضع التــاريخــيــة، المواقع الجـغـرافيـة، الأحـداث الاقتصادية والسـياسية والاجتـماعيـة، الأصول، الجذور، قائل القـصيدة، الحياة السرية للمجتمع، مــصـادر ألوان الـغناء، سيرة المشـاهير، الأقوال المنسوبة لهم، الشـهادات والشهود، الخ.
ذاكـرتنا التـاريخيـة مثقوبة، مخترقة، هشة، رثة، بحاجة إلى ترميم، أو إعــادة بناء. فــرغم المسـافة القـصيـرة بين اليـوم والأمس الـقـريب تشهد الرواية التاريخية تناقـــضــات حــادة، وتعـتــريهـا عــيـوب واضحـة، فاضحة. كـما تعـاني هذه الذاكـرة من اعتداءات آثمة على أيدي الجـهلة، والمنتفـعين من لي أعناق الحقائق.
فـمن يعـيـد لبـلادي ذاكرتها المفقودة؟