سعاد الطراروة
منذ عودتها إلى المعترك السياسي ودخولها باكستان في الثامن عشر من أكتوبر الماضي وهي تسعى للتأثير في الواقع السياسي الباكستاني وقد نجحت بينظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة لباكستان في إحداث آثار إيجابية في الحياة السياسية فقد أصبح حاكمها مدنيا وتخلى عن زيّه العسكري، واصفا تلك اللحظة بأنها من أسوأ وأكثر لحظات حياته حزنا، وأجبر على الإفراج عن المعارضين وهم ما يزيد عددهم على ستة آلاف منهم شخصيات بارزة فاعلة رفيعة المستوى من قضاة وأطباء ومحامين، من جانب آخر كان لتصريحاتها النارية أثر عليها حيث عجلت هذه التصريحات في الإسراع باغتيالها كما يرى المحللون السياسيون لحظة اغتيالها توجهت الأنظار الى الحكومة وتنظيم القاعدة وغيرهما فخصومها كثيرون وبصرف النظر عن مرتكب هذه الجريمة البشعة وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع رؤيتها السياسية وأفكارها فقد انتهى الأمر بقتل أرواح بريئة وتم حرق الأخضر واليابس فالمجرم لا يفرق بين ضحيته ومن خلفها من الأبرياء فكلهم عنده سواء.
إن بلدان العالم الثالث عامة والدول الإسلامية خاصة تعيش حالة من الفوضي السياسية وعدم الاستقرار مما ينعكس سلبا على الأفراد والمجتمع ككل فيؤدي الى تعطيل التنمية وتخلف هذه المجتمعات عن ركب الحضارة والتطور، مما يجعلها شعوبا مستهلكة لا منتجة ولا صانعة ولا مبدعة، فنفتح الأبواب بأيدينا للغير للدخول الى بيوتنا وديارنا ونأكل ونشرب ونلبس من صناعتهم ومع ذلك ندعوهم بالمستعمرين الكفرة الذين يريدون خيرات بلادنا وننسى ان جهلنا وقتل بعضنا بعضا هما ما أديا لتخلفنا وخضوعنا للغير.
لقد أصبح الانتماء لتنظيم أو لحزب أو لطائفة أو ملة أقوى من الانتماء للوطن، وهذا ما أدى بالحال الى ما هو عليه سواء في باكستان أو غيرها من الدول.
إلى متى تظل شعوب العالم الإسلامي والعربي في حال من التخلف ومحاربة التطور وعدم احترام الآخر وقتله أو محاربته بصور قد تكون مشروعة ولكن باطنها غير مشروع فقط لكون هذا الشخص أو الفئة تختلف معها في الرؤى والأفكار أو قد يصل الأمر في البعض الى محاربة أشخاص فقط لأنهم من جنس غير جنسهم وهنا أقصد محاربة النساء سواء قيادات أو سياسات أو عاملات في أي مجال من المجالات.
لهؤلاء، سواء من حمل سلاحا لمحاربة فكر أو من حمل لواء الديموقراطية والمشروعية واستخدمه سلاحا فقط لمصالح شخصية، نقول لهم رفقا بالوطن، نعم رفقا بنا فلا نريد ان نكون «باكستان» أخرى أو مثل أي دولة أخرى.
عذراً وطني الحبيب.. فهم يجهلون قيمتك ولو نظروا حولهم للطفوا بك ولم يجرحوك، عذراً وطني الحبيب.