سعاد الطراروة
غيّب الموت الاسبوع الماضي الاستاذ الجليل د.صوفي ابوطالب، وقد تعلمنا على يديه الكثير والكثير، فمن لم يتلق العلم منه مباشرة او لم يقرأ له كتابا، فإنه ينقصه الكثير.
د.صوفي ابوطالب هذا الاستاذ العلامة له الكثير من الروايات والقصص منذ ان تم رفض تعيينه في سلك النيابة الادارية حتى اصبح رئيسا للجمهورية بعد اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات، ولكن ما يهمنا امران:
الأول: وهو صوفي ابوطالب كرجل دولة وقدرته على سرعة اتخاذ القرار حتى لا تعيش مصر فراغا دستوريا او سياسيا بعد اغتيال الرئيس الراحل السادات، حيث تم خلال ساعات فقط اختيار الرئيس حسني مبارك رئيسا للجمهورية، وبذلك حافظ على استقرار الدولة وظل يعمل بجد خلال الايام الثمانية التي حكم فيها مصر في مرحلة من المراحل الصعبة التي عاشتها الشقيقة مصر العربية، وكم نتمنى ان يُعدل الدستور اللبناني حتى لا يحدث ما يحدث، وكم نتمنى ان يكون في لبنان رجل مثل د.صوفي ابوطالب رحمه الله.
اما الامر الثاني: فهو صوفي ابوطالب استاذ القانون والمتفقه في تاريخ القانون والعلامة في تاريخ الشريعة واليكم أيها السادة، يا من تحلون وتحرمون حسب اهوائكم السياسية، اليكم بعض الآراء الفقهية المستنيرة لهذا العلامة الجليل يقول رحمه الله: «ان الدين ليس سببا للتخلف، انما يأتي التخلف من عدم الفهم الحقيقي للدين، فالاسلام ينقسم الى احكام العبادات وهذه لا مكان للعقل فيها، اما ما دون ذلك فهو مفتوح للاجتهاد، اي ما لم يرد فيه نص قطعي بالقرآن، فهو قابل للتجديد والتغيير بتغير الزمان والمكان، ولذلك فإن الامام الشافعي غيّر احكامه عندما جاء لمصر من العراق».
ويقول، رحمه الله، ان الاسلام مذهب وسطي يقوم على التكامل بين اغراضه المتعددة في انسجام تام.
وعن فصل الدين عن الدولة، كان يرى، رحمه الله، ان تفسيرا مثل هذا مرفوض ولكن الفقهاء الاسلاميين ليس بيدهم سلطة دينية وبذلك يكون هو الصانع الاول لتحويل مبادئ الشريعة الاسلامية الى قوانين لاقت اجماعا من العلماء المسيحيين قبل المسلمين.
رحمك الله يا صوفي ابوطالب، وكم نحتاج الى رجال مثلك في الدول العربية قاطبة.