ليس من السهل ان نكتب عن شخصية فذة كشخصية العم المرحوم خالد يوسف المرزوق، فهو احد رواد العمل الاقتصادي لا بل من دعائمه الرئيسية حتى آخر لحظة في حياته حيث لم تقتصر اسهاماته الاقتصادية والعمرانية على الكويت فقط بل تعدتها الى دول الخليج وبعض البلدان العربية.
ومن ابداعاته المعمارية اقامة مواقف سيارات متعددة الادوار في الكويت اذ انه اول من فكر فيها «عقارات الكويت» وذلك عندما لمس بفطنته اللماحة صعوبة ايجاد تلك المواقف ليس فقط في أوقات الذروة بل حتى في الاوقات العادية، مما يعرقل حركة السير والعمل في الوسط التجاري بمدينة الكويت علما بأن الكثافة السكانية تقل بنسبة 100% عن الوقت الحاضر، وهو عمل يدل على عبقرية من فكر في ذلك المشروع العمراني العملاق.
ثم دعم ذلك بتأسيس البنك التجاري والبنك العقاري مع مجموعة من الانشطة الاقتصادية الكويتية من اصدقائه، ومن أعماله الفريدة أيضا اتجاهه الى جنوب الكويت وانشاؤه مدينة لؤلؤة الخيران ومشروع لآلئ الكويت ..الخ.
ومن الاعمال التي تميز بها تطلعه الى ان تكون الكويت وطنا حرا مستقلا ديموقراطيا متماسكا موحدا بشتى طوائفه وقبائله وكان مجلسه يضم مختلف الشرائح الاجتماعية من متدينين الى علمانيين لا يستثني احدا من تلك الشرائح، ولكي يقرب بينها في الفكر والعمل لاجل الكويت عمل على شراء جريدة «الأنباء» التي كانت في ذلك الوقت محدودة التوزيع واصبحت الآن من كبرى الجرائد اليومية ودارا كبرى للنشر ليس في الكويت بل في الوطن العربي.
لها خطها الوطني المستقل المعروف وكان لها دورها المشرف اثناء الغزو العراقي الغاشم اذ استمر اصدارها من القاهرة يوميا وتعتبر «الأنباء» وكتابها من خيرة الكتاب المستقلين متعددي الثقافات والاتجاهات رائدهم مصلحة الكويت والكويت فقط ومعظم المواطنين ممن لا انتماء طائفياً او فئوياً أو قبلياً لهم، لم يجدوا من يعبر عن همومهم سوى صحيفة «الأنباء» فهي لسان حالهم، ومن الاعمال التي قام بها رحمه الله وعملها بصمت وبحس انساني وخلق رفيع حرصه على مساعدة الفقراء والمحتاجين وكم من الاسر الكويتية والعربية ساعدها دون منة وكم من الايتام تولى رعايتهم وكفلهم لا بل ان هناك العديد من الاسر المتعففة بنى لهم منازل لائقة وسجلها بأسمائهم، هذه امور قل ان نسمع او نراها في الوقت الحاضر وان شاء الله تكون في ميزان حسناته، ومن الاعمال البارزة التي حرص من خلالها ان يبرز عظمة الاسلام انشاؤه مركز يوسف المرزوق ولولوة النصار للطب الاسلامي وهو عمل اراد ان يبين من خلاله عظمة الاسلام في مجال الطب والعلوم التي تهم انسانية الانسان.
كان العم خالد رحمه الله ذا حس سياسي رفيع ووطني من الطراز الاول وعندما احس في فترة من الفترات بظهور بوادر الطائفية بما تحمله من اخطار تهدد كياننا الوطني، قام بمبادرة فذة بدعوته لجميع الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية بديوانه بالشريط الساحلي بهدف التقريب بين جميع تلك الشرائح حرصا منه على كياننا الوطني وهذا العمل يسجل له، كما دعا الى حضور تلك اللقاءات بعض الأعلام من الشخصيات العربية والدينية ولعل ابرز تلك الشخصيات المرحوم د.محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الازهر الشريف رحمه الله.
وسماحة السيد محمد شمس الدين رئيس المجلس الشيعي الاعلى بلبنان، رحمه الله، والذي اصطحبه الى دولة البحرين الشقيقة حيث التقى بالمواطنين هناك وكان عامل تهدئة في تلك المراحل الحرجة التي طالت الكويت والبحرين بهدف تهدئة النفوس وتوحيد الجهود وتلاحم المواطنين. الحديث عنه، رحمه الله، طويل وما عمله في ميزان حسناته رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
سليمان عبدالرحمن الصالح