تتصدر قائمة الكتب الممنوعة وخصوصا للكتاب المصريين أخبار معرض الكويت الدولي للكتاب والذي سيقام خلال أكتوبر من هذا العام، والذي بظني سيستقطب عددا أكبر من المعتاد من الحضور بسبب الدعاية المجانية التي حظيت بها هذه النسخة من المعرض. وتجدر الإشارة إلى أن رابطة الأدباء في الكويت أصدرت بيانا أوضحت فيه أن بعض الادعاءات عن أن الكويت تمنع نشر كتب 35 كاتبا مصريا غير صحيحة، فما منع هو مجرد كتب لبعض الكتّاب المصريين، منها على سبيل المثال كتاب واحد للدكتور محمد عمارة بينما أجيز له 182 كتابا، فالأمر ليس منع جميع كتب د.عمارة أو باقي الكتاب كما يشيع البعض، بل تم منع ما يعارض القوانين التي تتبعها وزارة الإعلام من دون منع الكاتب أو دار النشر من المشاركة بكتب أخرى.
وأعتقد أننا كشعب كويتي يجب أن نكون واضحين مع أنفسنا، هل نعيش في مجتمع ذي حرية كاملة من دون قيود؟ أو لعل السؤال الأفضل: هل نود أن نعيش في مجتمع ذي حرية كاملة من دون أي قيود؟
كلنا نعاني من مشكلة فرض رأينا الشخصي على مخالفينا، فعندما يمنع الشيخ محمد العريفي من دخول الكويت، نجد الإسلاميين يعارضون المنع، بينما غيرهم يؤيد منعه بحجة أن وجوده يثير الفتنة، وعندما يمنع السيد الفالي من دخول الكويت نجد نفس الأطراف تتبادل الدور. وعندما يمنع المفكر المصري نصر أبو زيد من دخول الكويت يستميت الليبراليون في الدفاع عن حقه بالدخول، بينما نجدهم غير مهتمين حين منعت كتب ابن تيميه وابن باز من معرض الكويت للكتاب الإسلامي. من يمانع وجود قناة تلفازية مثيرة للجدل تجده يؤيد وجود قناة أخرى مثيرة للجدل برأي مخالفيه. ومن عارض إقامة الندوات في الأسابيع الماضية هم من شجب منع ندواتهم في السنوات الماضية، حتى شركات الاتصالات تعاني من عقدة التناقض، فهذه الشركات عارضت منع خدمة البلاك بيري مسنجر بحجة التعدي على الحريات بينما نفس هذه الشركات هي من ضغطت على وزارة المواصلات لحجب موقع الـ «سكاي بي» في الكويت والذي يتيح للمستخدم القدرة على الاتصال خارج الكويت بأسعار رمزية.
قبل أن تتخذ رأيا في قضية منع الكتب، اسأل نفسك: هل أنت مؤمن بالحرية الكاملة؟ من السهل أن تدافع عن المعتقدات التي تؤمن بها، ولكن هل ستدافع عن حرية المعتقدات التي تعارضها فكريا؟ عندما يكون المنع في صالح عقيدتك أو منهجك الفكري، هل ستعارضه أم ستتنحى جانبا؟ هل بمقدورك تطبيق مقولة فولتير «قد لا أوافقك لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك بمعارضتي»؟ اسأل نفسك بكل صراحة فقد لا يعجبك جوابك.
[email protected]