بعد أقل من أسبوع سيصرف كل مواطن كويتي ألف دينار قيمة مكرمة والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بمناسبة أعياد الكويت الوطنية الجميلة.
وأذكر نفسي وإياكم بفضل التصدق والتبرع بما نستطيع من هذه المكرمة، ولن أجد أفضل من آيات الحق عز وجل وكلام نبيه الشريف صلى الله عليه وسلم حيث حثت على الصدقة، لأوردها في هذا المقال، فيقول سبحانه في كتابه الكريم: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، وهو القائل (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)، وقال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)، وبين سبحانه (فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى)، وهو القائل (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة)، كما قال تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم). وذكر الله عز وجل في الحديث القدسي: «يا ابن آدم أنفق أنفق عليك».
فما أجمل هذه الآيات وما أجمل وعودها من العزيز الحكيم، فما تنفقه سيتضاعف عند الله أضعافا كثيرة، وستنال به البر وستطهرك هذه الصدقة وتزكيك، وأجرك عند الله ولا خوف عليك ولا حزن بل سييسر الله سبحانه أمرك وسيرزقك وهو خير الرازقين (والله بما تعملون خبير).
وفي الأحاديث النبوية الشريفة قال المصطفى صلى الله عليه وسلم «إن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن: تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا»، وذكر الصادق الأمين «إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعمل فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل»، وهو القائل «داووا مرضاكم بالصدقة»، وقال «من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبع مئة ضعف»، وقال «تصدقوا ولو بتمرة، فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار»، وصدق عليه أفضل الصلاة والتسليم حين قال «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا»، وقال «ما نقصت صدقة من مال» وفي لفظ «ما نقص مال عبد من صدقة»، وقال سيد بني آدم «ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كان تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله»، والفلو هو ولد الفرس والفصيل هو ولد الناقة إذا فطما، فما أبلغ هذا الوصف وما أجمل هذه الوعود من النبي صلى الله عليه وسلم، فالصدقة من أحب الأعمال إلى الله بها نرتقي إلى أفضل المنازل، وفيها دواء ووقاء للمرض، وما ننفقه يربو ويزداد عند العزيز الكريم ويتضاعف سبع مئة ضعف، (والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)، ولا تنقص الصدقة مالنا بل تزيده خيرا وبركة، وهي وقاء للنار ولو كانت الصدقة شق تمرة.
أعزائي القراء، أعلم أن بعضكم رسم خططا لهذه الألف دينار منذ فترة، فما بين سفرة قصيرة ومقدم سيارة أو جهاز كمبيوتر جديد، ولكن ما أجمل لو صرفت جزءا من نقودك لإطعام أسرة كفيفة أو توفير ملبس لأطفال لا يجدون من يعيلهم. تصدقوا من الألف ولو بقدر بسيط فما تنفقوه تجدوه عند الله في (يوم لا ينفع مال ولا بنون)، وسأختم بما قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه «لا تستح من إعطاء القليل، فإن الحرمان أقل منه». والله ولي التوفيق.
[email protected]