انطلقت قبل أيام جلسات الاستماع في الكونغرس حول ردة فعل المجتمع الأميركي المسلم تجاه التطرف برئاسة العضو «بيتر كينغ» في أحدث تطور للعنصرية الواضحة من بعض الأميركيين تجاه الإسلام.
وقد يقال إنه من حق الكونغرس وكينغ عقد هذه الجلسات وهو رأي صحيح إلى حد ما، ولكن الاستفزازات التي سبقت الجلسات هي التي أثارت حفيظة المسلمين. فقد اتهم كينغ المجتمع المسلم بعدم التجاوب مع السلطات رغم فشله بتقديم أدلة تدعم كلامه، بل إن الأرقام المعلنة من قبل السلطات الأميركية تناقض ادعاءاته، فقد تم إفشال 120 مخططا إرهابيا منذ 2001، منها 48 مخططا تم الإبلاغ عنها من قبل المجتمع المسلم، وفي بعض الأحيان من عائلة الإرهابي، من دون أن يجبرهم أحد. ثم إن الجلسات أوضحت فشلها من خلال الضيوف، فقد تم استدعاء أشخاص عاديين للإدلاء بآرائهم مثل طبيب مسلم واضح أنه يبحث عن الشهرة، ووالد شاب أميركي تحول إلى الإسلام ثم انتقل الى اليمن للمشاركة مع القاعدة وإن الشرطي الوحيد الحاضر، الذي تم استدعاؤه من قبل معارضي الجلسات لا من قبل كينغ، هو مدير شرطة، وقد أعلن بكل ثقة أنه ضد هذه الجلسات وأن المجتمع الإسلامي متعاون جدا مع السلطات. والعجيب ان العضو كينغ كان في الثمانينيات من المؤيدين وبشدة للجيش الجمهوري الايرلندي الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية، فعجبا لشخص كان، ويبدو أنه مازال، يؤيد منظمة إرهابية ثم يهاجم الأميركيين المسلمين ليس لتأييدهم لمنظمات إرهابية مثل القاعدة، بل لأنهم مسلمون. وحين سئل كينغ عن التناقض في موقفه، أجاب «الجيش الجمهوري الايرلندي لم يهاجم أميركا»، الإرهاب بنظر بيتر كينغ ورفاقه، هو الهجوم على أميركا فقط.
والله ولي التوفيق.
[email protected]