من يتهم النواب بأنهم مؤزمون ومعطلون لمصالح البلد يستند إلى أن القوانين تأخذ وقتا طويلا حتى تقر وأن الاستجوابات هي من تعطلها، إذن النواب هم المخطئون. ولكن الواقع يبين أن الحكومة أيضا تلعب دورا مهما في تعطيل الجلسات المهمة والتي تحتوي على قرارات تحتاج الى تصويت المجلس.
الملاحظ مؤخرا كثرة رفع الجلسات بسبب فقدان النصاب، بينما جلسات الاستجوابات هي الجلسات الوحيدة التي يستكمل النصاب فيها، فها هي جلسة الثلاثاء لم يغب عنها أحد لأنها جلسة استجوابات تاريخية، ومن النواب من أراد أن يسجل موقفا تاريخيا له، ومنهم من بدا وكأنه لعبة في شطرنج فتارة يصوت لتأجيل مناقشة استجواب لمدة عام كامل حتى يعرض على المحكمة الدستورية بينما يرفض تأجيل استجواب آخر لمدة أسبوعين حتى يعرض على اللجنة التشريعية.
في المقابل اتسمت جلسة الأربعاء بالحضور الضعيف منذ بداية الجلسة وعوضا عن مناقشة الاقتراحات والقوانين وأهمها كادر المعلمين ومكافأة الطلبة وقانون العسكريين المتقاعدين، فضل رئيس الجلسة مناقشة التوصيات والمقترحات حتى تعطل النصاب برحيل وزير التربية و5 نواب فرفعت الجلسة نهائيا.
أعتقد أن الحل لهذه المشكلة بأن تتم مناقشة مثل هذه القوانين والقرارات في جلسات استجواب قبل أي شيء آخر، حينها سينتظر الشعب الاستجواب بفارغ الصبر كي يكتمل نصاب المجلس الذي باتت إجازاته أكثر من إجازة طفل في مرحلة الروضة.
*****
لا أؤيد إنشاء قناة لقبيلة مطير لعدة أسباب، أهمها أن القبيلة أعرق من أن تدافع عن نفسها كما أن القناة في ظني ستساهم ـ ولو بشكل غير مقصود ـ في نشر الفكر القبلي المتعصب الذي نحاربه.. ولكن لا ألوم شباب القبيلة على تحركهم، فهناك قنوات لا شغل لها إلا القبيلة وأبناؤها، هناك أفراد امتهن شتم القبيلة وأصبح ذلك مصدر رزقه فتجده يصرخ على قدر المدفوع له، فلكل شتيمة سعر، وعوضا عن نبذ بذيئي اللسان، أصبح لهم جمهور يردد ما يقولون من دون تفكير، فالكراهية تعمي العقول قبل الأبصار. لا أؤيد القناة ولكن لا حل بديلا أقدمه لشباب مطير ممن سئموا السكوت، ولعل هذا التحرك سيدفع بالحكومة والشعب الكويتي إلى مواجهة طوفان الشتائم الذي أصبح هو المألوف بينما الهادئ والمؤدب فينا أصبح هو النادر. والله ولي التوفيق.
[email protected]