قام أحد الديبلوماسيين الكويتيين المتواجدين في نيويورك بالتسوية مع خادمته الفلبينية والتي اتهمته بسوء معاملتها، حيث ان الديبلوماسي خشي أن تثبت عليه تهمة الاتجار بالبشر. ولو اطلعت عزيزي القارئ على قائمة الاتهامات التي أوردتها الخادمة لأيقنت أن أغلب الشعب الكويتي يتاجر بالبشر!
ذكرت الخادمة أنها عملت لدى عائلة الديبلوماسي لسنوات تخدم وتنظف وتغسل الملابس وتكويها وتطبخ وتراعي أطفاله الخمسة وأنها تعمل طوال اليوم ولا تأخذ إجازة إلا مرتين في السنة، وبينت أن «المعزب» أخذ منها جواز سفرها في تعد على حقوقها الإنسانية، فهل أتى هذا الديبلوماسي بشيء جديد من عنده؟ ألا تعامل الأغلبية الساحقة من الخدم بهذه الطريقة في الكويت؟
من المحزن أن البعض لا يعرف حب النبي صلى الله عليه وسلم إلا في المظاهرات ضد الغرب، وتجده في «تويتر» حاملا شعار «إلا رسول الله»، فأين هم من معاملته صلى الله عليه وسلم تجاه خدمه؟!
عندما سئلت سيدتنا عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: «يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم». فهل يقوم أحدنا بتنظيف حوش البيت أو غسيل السيارة أو على الأقل ترتيب غرفته، أم أنكم تعتقدون أن في هذا انتقاصا من رجولتكم؟! أليست هذه إساءة لنبينا الأكرم؟! ألم تسمعوا قول أنس بن مالك رضي الله عنه: «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي: أف قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا». وكلنا يعلم قصة زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه المريض وهو غلام يهودي، فلم يثنه صلى الله عليه وسلم أنه خادم أو غلام أو حتى يهودي.
أحسنوا في معاملة خدمكم، وامنحوهم فترة راحة يوميا خصوصا بعد وجبة الغداء وامنحوهم فترة كافية للنوم. لا ترهقوهم في الطلبات وخصوصا المتكررة والسخيفة مثل إحضار كوب من الماء أو ما شابه. إذا ذهبتم للسوق أو الأماكن الترفيهية فإما أن تأخذوهم معكم ليستمتعوا بوقتهم دون خدمتكم والركض وراء أطفالكم، أو اتركوهم في البيت ليرتاحوا على الأقل من طلباتكم وتذكروا أن حب النبي صلى الله عليه وسلم ليس بالمظاهرات والصراخ والتهديد، بل باتباع سنته وهديه وخلقه الكريم.. والله ولي التوفيق.
[email protected]
sultanalanzi@