«مبايعة الكويتيين (لآل الصباح) لم تكن يوما موضع جدل لتؤكد، ولا مجال نقض لتجدد، ولا ارتبطت بموعد لتمدد، بل هي بدأت محبة واتساقا، واستمرت تعاونا واتفاقا، ثم تكرست دستورا وميثاقا. ولقد أثبت الشعب الكويتي، في أصعب الظروف وأشدها خطرا، وفاءه بوعده والتزامه بكامل دستوره وعقده، حين تمسك بشرعيته خلال محنة الاحتلال ووقف وقفة الرجل الواحد وراء أمير البلاد وولي عهده، فسجل بذلك رائعة نادرة في التاريخ، كسب بها احترام العالم، وأجهض من خلالها أحلام الغزاة. بل إني لأؤكد أن الإجماع الشعبي الكويتي في التمسك بالشرعية كان عاملا حاسما في تحقيق الإجماع العالمي غير المسبوق بتأييد الكويت». هذا جزء من الكلمة الشهيرة التي ألقاها المرحوم عبدالعزيز الصقر في مؤتمر جدة أثناء الغزو العراقي الغاشم.
ولنتذكر أن هذه الكلمة أتت بعد 4 سنوات من حل مجلس الأمة وتعليق الدستور في ظل رقابة حكومية غير مسبوقة على الصحف.
لنتذكر أن تلك الكلمة أتت بعد أحداث «دواوين الإثنين»، واعتقال الشريعان والخطيب والنيباري والربعي وغيرهم.
لنتذكر أن هذه الكلمة أتت بعد ضرب المواطنين في الجهراء والفروانية ضمن التجمعات الشعبية المطالبة بعودة مجلس الأمة. لنتذكر أن هذه الكلمة أتت بعد الدعوة لمجلس وطني ومقاطعة الشعب الانتخابات. ورغم هذه الأحداث والاعتقالات وتعليق الدستور في فترة استمرت لأربع سنوات، لم يتردد الشعب ورموز المعارضة بالوقوف فورا خلف أمير البلاد وولي عهده وأسرة آل الصباح أثناء الغزو الغاشم.
وها هو التاريخ يعيد نفسه، فالكويت تمر بأزمة مشابهة. نعم لم يعلق الدستور ويحل مجلس الأمة، ولكن بتعديل آلية التصويت وهو ما قد ينتج عنه مجلس وطني مماثل لمجلس 1990م. وفي السابق حاول بعض الفاسدين والمفسدين أن ينشروا أكاذيبهم بأن المعارضة تخطط للاستيلاء على نظام الحكم في الكويت، ولكنها أثبتت وطنيتها بتأييدهم التام لأسرة آل الصباح في الاحتلال. وها هم الآن يرددون نفس الأقاويل عن معارضة اليوم.. ونرد عليهم: «مبايعتنا لآل الصباح لم تكن يوما موضع جدل لتؤكد، ولا مجال نقض لتجدد، ولا ارتبطت بموعد لتمدد، بل هي بدأت محبة واتساقا، واستمرت تعاونا واتفاقا، ثم تكرست دستورا وميثاقا». والله ولي التوفيق.
[email protected]
sultanalanzi@