عندما نتكلم عن 100 ألف طلب إسكان، فنحن نتكلم عن 100 ألف أسرة، ولو أخذنا أن معدل الأسرة في الكويت يتكون من الزوجين و3 أطفال، فنحن نتكلم عن قضية تمس ما لا يقل عن 500 ألف مواطن يجتمع على هذه القضية السني والشيعي والبدوي والحضري، الجامعي والعسكري، الموظف الحكومي أو من يعمل في القطاع الخاص.
قضية الإسكان قد تكون هي القضية الأهم في الكويت، وأعتقد أن الكثيرين ممن ينتظرون دورهم في الإسكان فقدوا الأمل بأن تنجز الحكومة نصف أو حتى ربع وعودها، فكم وزير أتى ووعد وأسمعنا الكلام المعسول ورأينا منه الجولات والتفقدات، وبالنهاية لم نر الإنجازات! صفحات الإنترنت وأرشيف الصحف مليئة بتصاريح وزرائنا بقرب حل المشكلة الإسكانية خلال سنوات قليلة، وما هي إلا أبر تخدير للمواطن البسيط وها هي التصاريح التخديرية ترجع للساحة، فتخرج علينا الحكومة لتبشرنا بأنها كلفت لجنة من الوزارات والمؤسسات لتأمين المواقع المناسبة لتوفير القسائم السكنية، ولا تفرح عزيزي القارئ فهذه جملة مكررة في كل تصاريح الحكومة ولا نر لها تطبيقا على أرض الواقع.
فهذه اللجنة وشبيهاتها ما هي إلا تأخير متعمد من الحكومة لكيلا تحل القضية الإسكانية فيظل المواطن البسيط رهين الشقق وعقود الإيجار وتجار العقار لسنوات طويلة، ومن يفتح الله عليه باب رزق، سيشتري الأرض بمئات الآلاف وكأنه اشترى أرضا تطل على شواطئ اسبانيا! ثم لا ننسى التكلفة العالية للبناء، فيظل المواطن البسيط مديونا ومملوكا لبنوك لا تعرف الرحمة، وكل ذلك بسبب تواطؤ الحكومة مع بعض تجار العقار والمتنفذين من أصحاب الأراضي! إذا كان الفساد في البلدية لا تحمله الإبل، فالفساد في حل المشكلة الإسكانية لا تحمله سفن الشحن الضخمة!
وكلنا أمل بالشرفاء المخلصين من نواب المجلس البلدي ومجلس الأمة «الحقيقي» – متى ما عاد – ليرسموا لنا خارطة الحل، وبهذه المناسبة، أود أن أوجه رسالة شكر وتقدير لعضو المجلس البلدي م.عبدالله فهاد العنزي الذي قدم اقتراحا لتحويل قسائم النسيم من المزاد العلني (الذي يستفيد منه تجار العقارات) إلى الرعاية السكنية لتوزع على المواطنين، ولله الحمد تمت الموافقة وسيتم التخصيص والتوزيع قريبا.
وحسب علمي فإن العضو العنزي قد تقدم بمقترح مماثل لقسائم خيطان، وننتظر من وزارة المالية والرعاية السكنية الموافقة على المقترح كما حدث مع قسائم النسيم.
والله ولي التوفيق.
لمن يعتقد أننا لا نملك أراضي جاهزة، إليكم أعداد الوحدات السكنية المقرة والمستلمة: 7400 في الدائري السابع، 15000 في الخيران، 28000 في المطلاع، 52000 في الصبية.
أي أن الأراضي جاهزة لما يقارب الـ 100 ألف طلب إسكاني!
[email protected]
sultanalanzi@