بقلم د. سلطان شفاقة العنزي
في 30 نوفمبر 2012 كتبت مقالا عن قراري بمقاطعة انتخابات مجلس الصوت الواحد، وهاهي الانتخابات تعود، فلنرجع لذاك المقال لنرى إذا كانت الأسباب قد تغيرت حتى أقرر: هل أشارك أم أقاطع؟
في بداية ذلك المقال ذكرت أننا جربنا 50 عاما من الديموقراطية تنوعت فيها اختيارات الشعب للمجلس فأخرجت مجلسا حكوميا وآخر معارضا وآخر قبيضا، ورغم ذلك كان نهج الحكومة ثابتا، حيث حلت مجالس عديدة، وعلقت الدستور مرتين وأنشأت المجالس الوطنية وتدخلت في الانتخابات، فكان من الواضح أن الحكومات المتعاقبة لا تؤمن بالنظام الديموقراطي بقدر محاولتها المستمرة الرجوع إلى زمن ما قبل الدستور.
لذا، قررت في المقال السابق مقاطعة الانتخابات، ليس عنادا أو استخفافا بأهمية المشاركة في اختيار من يمثل الأمة، بل قاطعت لتأكيدي على أهمية المشاركة في اختيار من يمثل الأمة. قاطعت ليس لأنني فوضوي، همجي، مغرر به، مؤزم، أو دمية بيد البعض، بل قاطعت لأنني اخترت المقاطعة كوسيلة سلمية لإيصال رسالتي بأنني أرفض تدخل السلطة التنفيذية في آلية اختيار السلطة التشريعية الرقابية. قاطعت الانتخابات ليس دعما لـ «حدس» أو «الشعبي» أو «المنبر» أو «التحالف»، بل قاطعت لإيماني بمبدأ معين وهو أن الأمة هي مصدر السلطات.
قاطعت لأن «الصحة الحكومية» باتت كابوسا على قلوب المرضى، قاطعت لأن التعليم الحكومي أصبح أضحوكة، قاطعت لأن الرياضة أصبحت منسية، قاطعت لأننا لا نجرؤ حتى على طرح فكرة جذب السياح للكويت.
قاطعت لأن الثقافة والأدب في الكويت لا متنفس لهما إلا معرض الكتاب ومهرجان القرين، قاطعت لأن «الخطوط الكويتية» هي آخر شركة أفكر فيها عندما أنوي السفر، قاطعت لأن بناء جامعة في الكويت يستغرق 40 سنة، قاطعت لأن مستوى التلوث في الكويت بات مقلقا، قاطعت لأن السمك نفق، والإطارات احترقت، والديزل هرب، بل حتى الرمال تمت سرقتها.
فهل تغير شيء؟! إذن، ما زلنا مقاطعين، والله ولي التوفيق.
[email protected]
@sultanalanzi