أستغرب من ردة فعل البعض حول تقاعس الحكومة الأميركية في شن ضربة عسكرية لإضعاف نظام الأسد البعثي. هل يعتقد هؤلاء أن أميركا ستتحرك بداعي النخوة والشهامة العربية؟ أم انها ستتحرك تطبيقا لمبادئ الدين الإسلامي الذي يحث على نصرة المظلوم وردع الظالم؟ أم ان أميركا ستتحرك لأن نظام الأسد يشكل تهديدا لها ولحليفتها إسرائيل؟ متى تنضج عقولنا وندرك أننا مجرد «بيادق» في لعبة شطرنج بين دول عظمى؟ الحكومة الأميركية ليست مغفلة لتتحرك عسكريا بما لا يعود عليها وعلى حليفتها إسرائيل بالنفع المباشر، فمهما كرر الأسد ومؤيدوه أنهم رمز المقاومة ضد إسرائيل، فهذه أحلامهم و(تلك أمانيهم)، ولنبتعد عن التصريحات الزائفة من أنهم سيمحون إسرائيل من خارطة العالم، فالتاريخ محفوظ وآخر طلقة وجهت لإسرائيل من سورية كانت في 1973م.. أي قبل 40 عاما.
ستتحرك أميركا متى ما كان التحرك العسكري في مصلحتها، فقد احتلت أفغانستان ودمر العراق في حرب عارضته الأمم المتحدة، بل إن أمينها العام في ذلك الوقت كوفي أنان اعتبر الحرب «عملا غير قانوني».
أميركا لم تنتظر موافقة الكونغرس لتساعد ثوار ليبيا للتخلص من القذافي، فأوروبا تحتاج الى النفط الليبي. إذن الغرب سيتحرك ضد نظام بشار البعثي متى ما كان التحرك العسكري في صالحه، فهل هو الآن في صالحه؟
ما يحدث في سورية من قتل وتدمير من كل طرف للآخر هو في صالح الغرب.
إن نجا بشار، فستكون سورية متهالكة ولن تخشى إسرائيل طلقة من حدود سورية لـ 40 عاما أخرى. وإن نجح الثوار، فستكون آثار الحرب واضحة وسينشغل الشعب السوري لعقود طويلة في حروب أهلية وانقلابات عسكرية، وما مصر عنهم ببعيد، أو في أفضل الأحوال سينشغلون بإصلاح ما دمرته الحروب والحكم البعثي.. وأيضا لن تخشى إسرائيل طلقة من حدود سورية لـ 40 عاما أخرى.
باختصار، لنتوقف عن انتظار ما يقدمه الغرب لنا، ولتستيقظ الجيوش العربية من سباتها.. والله ولي التوفيق.
[email protected]
@sultanalanzi