لعلي أخطأت في عنوان المقال، فالظاهر أن أميركا تتحدى «خليفة» ورغم أن قصة «خليفة» مبنية على قصة طالب كويتي أعرفه درس في الولايات المتحدة، إلا أنها قصة تتكرر كثيرا.
تبدأ قصتنا بتخرج «خليفة» متفوقا في الثانوية ليحصل على بعثة دراسية في أوائل أغسطس، ليكتشف بأن معظم الجامعات ستبدأ الدراسة خلال أيام وعليه، إذن، الانتظار والتقديم للفصل الثاني في يناير العام المقبل.
وتخيل عزيزي القارئ حال «خليفة» الذي ينظر لزملائه الذي التحقوا بجامعة الكويت وهم مشغولون بالدراسة وتسجيل المواد وشراء الكتب بينما يعيش «خليفة» 4 شهور على الأقل من البطالة المملة.
وفي يوم، تصل ورقة قبول معهد اللغة إلى بيت «خليفة» الذي يعتقد واهما بأن مأساته انتهت يقدم «خليفة» على التأشيرة الأميركية لينتظر عدة أسابيع في حالة من القلق والترقب لا يعلمها إلا من عاش هذه التجربة
. فـ «خليفة» يدرك تماما أن مستقبله الأكاديمي ثم الوظيفي والاجتماعي والمالي مترتب على شهادته.
إن رفضت فيزته، فهو بكل تأكيد لن يتخرج في جامعة أميركية مرموقة، مما يقلل فرص نجاحه في المستقبل.
وبعد أسابيع يأتي الرد بالموافقة على فيزا لمدة سنة، فيفرح «خليفة» ويقيم حفل عشاء للأصدقاء ويجهز أغراض السفر ويقضي قرابة السنة في أميركا ليجتاز امتحانات القبول ويحصل على قبول أكاديمي من جامعة أميركية معتمدة.
يرجع «خليفة» فرحا للكويت وبينما هو في إجازة مع الأهل يقدم على طلب تجديد فيزا ليفاجأ بالرد: الرفض التام، تم إلغاء فيزته الدراسية وعليه أن يلغي قبوله في الجامعة ويبحث عن دولة أخرى للدراسة «خليفة» يرفض ويقدم طلب تجديد آخر، فيرفض.
يوقف «خليفة» قيده الدراسي وبعثة التعليم العالي تاركا شقته وسيارته وأغراضه ويقدم طلبا آخر فيرفض، يقضي «خليفة» شهورا في الكويت يحاول الحصول على فيزا دراسية من أميركا والرد دائما بالرفض.
في النهاية يستسلم «خليفة» ويلغي قبوله الجامعي ويوصي أصدقاءه ببيع سيارته وأغراضه.
يجلس «خليفة» ليحسب الوقت الذي أضاعه من عمره: 5 شهور ما بين البعثة والقبول + سنة لغة + 5 شهور محاولة تجديد الفيزا.
إذن، ضيع «خليفة» من عمره قرابة السنتين دون أي مردود أكاديمي، ينظر «خليفة» إلى زملائه الذين درسوا في الكويت ليجدهم سبقوه بعامين أكاديميين.
فعلا، أميركا تتحدى «خليفة».
والله ولي التوفيق.
> > >
كما أشرت سابقا، قصة «خليفة» حدثت لكثير من الطلبة، وهم بالنهاية شباب في سن الثامنة عشرة ولا ينتمون لتنظيمات إرهابية أو حتى سياسية والمزعج بالأمر أن سفارة الولايات المتحدة تصرح دائما بأن طلبة الكويت خير مثال للطلبة الأجانب في أميركا وأن إجراءات الفيزا سهلة جدا.
إذن ما سر رفضهم لفيزا «خليفة» و«عبدالله» و«حمد» و«نايف» وغيرهم الكثير؟
[email protected]
@sultanalanzi