رماد بركان أيسلندا الذي أصاب حركة الطيران في أوروبا بالشلل لمدة أسبوع وتسبب في تعليق مصالح عدد كبير من المسافرين وفي خسائر مالية ضخمة قدرت بمئات الملايين من الدولارات جراء تعطل الكثير من الأعمال التجارية المرتبطة بحركة النقل الجوي هو ظاهرة طبيعية من بين العديد من الظواهر الطبيعية التي يتعرض لها كوكبنا الأرضي منذ أن خلق الله تعالى الكون. ولعل اخطر تلك الظواهر هو ارتطام أحد النيازك السيارة بالأرض منذ أمد سحيق حيث أدى إلى انقراض كائنات حية كثيرة مثل الديناصورات بعد اختناقها من غبار ودخان الحرائق الناتجة من ذلك الارتطام كما تشير إلى ذلك بعض النظريات العلمية. وترى كيف يكون الحال لو أن بركان أيسلندا استمر يقذف حممه وينشر رماده في الفضاء دون توقف؟ طبيعي أن ذلك سيكون بمثابة كارثة لا يمكن أن يواجهها إنسان اليوم ككارثة سونامي في جنوب شرق آسيا وكارثة غرق ولاية لويزيانا الأميركية التي ضربها إعصار كاترينا منذ عدة سنوات وأعلن البيت الأبيض أنها منطقة منكوبة وستكون الخسائر المالية أضعافا مضاعفة وربما أدى إلى انهيار العديد من شركات الطيران التي تعاني بالأصل من خسائر مالية كبيرة بعد أزمة ارتفاع أسعار النفط وأزمة الاقتصاد العالمي الحالية ناهيك عن التبعات الصحية الناتجة عن تلوث الهواء بالرماد والجهود المبذولة في إزالة ترسباته من المناطق المنكوبة وربما أدى إلى نزوح موجات كبيرة من البشر بحثا عن مناطق آمنة لا يصلها رماد البركان. ولو كان بمقدور إنسان اليوم رغم كل ما يتمتع به من إمكانات تقنية حديثة أن يفعل شيئا حيال البركان لبادر إلى إغلاق فوهته في الحال حتى يأمن ثورته ويهنأ في حياته لكنه يعلم ان ذلك فوق حدود طاقته وإمكاناته. حقا إنه كائن ضعيف ووجوده على الأرض مهدد بتقلبات الطبيعة لكن مصيره فيها يبقى تحت رحمة الله.