سلطان الخلف
ما أكثر المؤتمرات أو المنتديات التي تقام بين حين وآخر ثم تنقضي فتلتمس لها توصية تم تطبيقها على أرض الواقع فلا تجد لها أثرا، وما أكثر ما نسمع من تنظيرات وتصريحات سئم الناس تكرارها يدلي بها قياديون حول مشاكل حيوية تعاني منها البلد، فيخال إليك أنهم قد ملكوا مفاتيح حلها، لكنك تفاجأ أن الهوة الفاصلة بين الأقوال والأفعال سحيقة، وأنها أصبحت سمة سائدة عند هؤلاء الذين أصبح وجودهم على رأس مؤسساتهم عبئا عليها، ربما تسببوا في انهيارها أو تدني أدائها.
مما يؤكد حقيقة أن التنظير لايزال سيد الموقف لديهم إيثارا للراحة والدعة، كما أن التصريح أقصر الطرق الموصلة الى الشهرة وتسليط الأضواء عليهم. لذلك بقيت قضايا كثيرة معلقة على مدى سنوات ـ تشبعت تنظيرا وتصريحا ـ تنتظر حلولا فعلية وهي في طريقها إلى التضخم وربما خرجت عن دائرة السيطرة وأصبح علاجها اليوم أمرا بالغ الصعوبة أن لم يكن مستحيلا.
القيادي الناجح يشتهر بما يحققه من إنجازات ملموسة يظهر نفعها جليا على مستوى مؤسسته أو بلده من خلال عمله كجندي مجهول يقوم بالواجب بعيدا عن الأضواء فينال بذلك قدرا كبيرا من التقدير والاحترام بين الناس وعند صناع القرار ويكافأ بتسلم أعلى المناصب في إدارة مؤسسات الدولة من أجل الإفادة من خبراته.