يصادف الحادي عشر من يوليو ذكرى مذبحة سربرنيتشا عام 1995 التي ذهب ضحيتها 8 آلاف من مسلمي البوسنة والهرسك، وهم مدنيون عزل على ايدي صرب البوسنة بزعامة الارهابي الصربي رادوفان كراديتش الذي يحاكم حاليا في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية، وهذه الجريمة هي احدى جرائم عديدة ارتكبها الصرب ضد مسلمي البوسنة والهرسك بعد تفكك الاتحاد اليوغسلافي السابق الى دويلات من اجل منع المسلمين من انشاء كيان خاص بهم في البوسنة حيث كانوا يشكلون الغالبية العظمى من سكانها.
والمطلع على خفايا جريمة سربرنيتشا لا يمكنه اخفاء استغرابه من تمكن الصرب من ارتكاب جريمتهم البشعة فيها بعد اعلان الامم المتحدة انها منطقة آمنة تحت حماية الجنود الدنماركيين الذين انسحبوا منها فور علمهم بوصول العصابات الصربية اليها، كما امتنع الجنرال الفرنسي قائد المنطقة عن استدعاء القوة الجوية وتوجيه ضربة لتلك العصابات وتفويت الفرصة عليها مما يضع قوات الامم المتحدة وامينها العام في ذلك الوقت تحت طائلة الشبهة ويحملها مسؤولية التفريط في ارواح اولئك المدنيين العزل.
والامر المستغرب كذلك هو ان معالم تلك الجريمة وقعت في عقر اوروبا بلاد الامن والحرية وحقوق الانسان في مشاهد دموية لا تختلف عن تلك التي تحدث في البلاد الافريقية بين القبائل المتنازعة على السلطة فيها.
مرتكبو جرائم الحرب ضد مسلمي البوسنة ليسوا محصورين في سلوبودان ميلوسوفيتش دكتاتور يوغسلافيا السابق او رادوفان كراديتش زعيم صرب البوسنة او الجنرال السفاح والملاحق حاليا راتكو ميلاديتش كما يتوهم البعض بل هم كثيرون ومن العدالة ملاحقتهم جميعا دون استثناء كما يلاحق النازيون حتى يومنا هذا رغم بلوغهم من الكبر عتيا مثل النازي جون ديجانك الذي بلغ من العمر 89 سنة عندما تم اعتقاله ثم ترحيله من ولاية فلوريدا عام 2005 ليحاكم في المانيا.