تتعرض البشرية منذ سنوات الى كوارث طبيعية على وتيرة متقاربة ومتتالية، فما ان تتعافى من واحدة حتى تلم بها اخرى وهي من سنن الله الكونية نسأل الله السلامة واللطف، في العام 2004 اجتاحت امواج سونامي، التي سببها زلزال في المحيط الهندي، اراضي شاسعة من سواحل جنوب شرق آسيا وبالأخص اندونيسيا وادت الى تضرر سكانها الذين جرفت مساكنهم وفقدوا الكثير من اهاليهم، وفي العام 2005 ضرب اعصار كاترينا الساحل الجنوبي الشرقي لاميركا الشمالية وحول ولاية لويزيانا الى بركة مائية عظيمة تعذر معها وصول امدادات الاغاثة الى غالبية سكانها المتضررين رغم الامكانيات الهائلة التي تمتلكها الحكومة الاميركية، وفي نفس العام تعرضت كشمير الباكستانية الى هزة ارضية دمرت مئات القرى واودت بحياة عشرات الألوف، وفي السنة الحالية هز جزيرة هاييتي زلزال اتى على آلاف المنازل كما قتل الآلاف من سكانها، كما ثار بركان ايسلندا وتسبب في توقف حركة الملاحة الجوية فترة زمنية في مطارات اوروبا، ومنذ ايام ادت الامطار الموسمية التي هطلت بغزارة لم يشهد لها مثيل على باكستان، الى حدوث فيضانات ألحقت اضرارا بالغة طالت 20 مليونا من السكان واتلفت مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية والمحاصيل ودمرت شبكات الصرف الصحي ناهيك عما قد تسببه من امراض وأوبئة يصعب السيطرة عليها في مثل هذه الظروف.
مثل هذه الكوارث تتعدى ابعادها امكانيات الدول وهيئات الاغاثة الدولية والمحلية لكن تبقى هناك ايجابية يشكر عليها المجتمع الدولي وهي شعوره بالمسؤولية ومبادرته لتقديم جميع انواع المساعدات الانسانية عند حدوث اية كارثة طبيعية تلم بأية دولة سواء كانت اسلامية ام غير اسلامية لكن يتوجب على المسلمين ان يكونوا في مقدمة مغيثي شعب باكستان المسلم امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كرب من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة»، وأمام باكستان اليوم تحد كبير يتمثل في اعادة اعمار بلادهم في الوقت الذي تستنزف طاقتها في مواجهة المسلحين المتعاطفين مع طالبان.