مبعوث السلام جورج ميتشل قام بزيارات عديدة للمنطقة من أجل التوسط في مباحثات السلام وآخر زيارة قام بها منذ زمن قريب كانت لحث السلطة الفلسطينية على التحول من المفاوضات غير المباشرة العالقة بسبب الرفض الاسرائيلي لحل الدولتين الى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون أي شروط مسبقة تطالب بها السلطة كتحديد جدول زمني للمفاوضات وتجميد عمليات البناء والدخول في موضوع حل الدولتين، ويمكن تفسير ذلك على أنه تراجع كبير لدى الرئيس أوباما عن تعهده بالعمل على حل الدولتين شأنه بذلك شأن الرؤساء الذين سبقوه فهو غير مستعد لان يخسر انتخابات الرئاسة القادمة من اجل قضية هامشية لا تشكل اي اهمية بالنسبة للشعب الاميركي كما انه يحرص على الا يتعرض لحملة اعلامية شرسة من قبل جماعات الضغط الصهيوني يتهم فيها بالتعاطف مع المسلمين كونه من أصول إسلامية وقد انتقد بأسلوب لاذع الممثل الاميركي الشهير جون فويت في رسالة له طويلة نشرتها صحيفة «واشنطن تايمز» بقوله «ستكون أول رئيس اميركي يكذب على الشعب اليهودي والشعب الاميركي ايضا حين قلت انك ستدافع عن اسرائيل الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ضد كل اعدائها غير انك قمت بعكس ذلك» وبالعكس فإن الرئيس أوباما لم يمارس ضغوطا على اسرائيل من اجل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين بل سكت عن ذلك ومارس ضغوطا كبيرة من أجل إرغام السلطة الفلسطينية على التحول نحو المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة ويعني ذلك ان حل الدولتين اصبح في خبر كان ولم يعد مطروحا على الطاولة في الوقت الحالي. ولك ان تتساءل علام يتفاوض الطرفان حاليا؟ وما الفائدة من زيارة مبعوث السلام ميتشل الذي يبدو لي انه يشعر بالحرج من كونه لا يحمل معه اجندة سلام حقيقي في كل زيارة يقوم بها الى المنطقة؟!