سلطان الخلف
عاودت جمهورية إيران الإسلامية تهديدها لدول الخليج العربية من جديد باستهداف المصالح والقواعد الأميركية فيها بحجة احتمال استخدامها ضد المنشآت النووية الإيرانية إثر المناورات الأميركية - الإسرائيلية في صحراء النقب.
وهذا ليس اول تهديد توجهه ايران لدول الخليج، فقد سبقته تهديدات متكررة، بعد كل مرة تطالب فيها دول الخليج إيران بإعادة الجزر الإماراتية المحتلة.
لكن لماذا تهديد الدول الخليجية بالذات علما ان القواعد الأميركية موجودة في دول كثيرة من دول العالم.
فلدى اميركا قواعد في تركيا وأفغانستان وباكستان والعراق قريبة وعلى مرمى من ايران، ولديها قواعد في ايطاليا وألمانيا واليابان وتايوان وفي غيرها من الدول، وبإمكان اميركا استخدام قواعدها البعيدة في جزر المحيط الهادي كما فعلت في حرب تحرير الكويت.
ولدى اميركا مصالح مع أغلب دول العالم عدا إيران وكوبا وكوريا الشمالية.
يبدو أن إيران ترى في دول الخليج الحلقة الأضعف من بين الدول التي تربطها بأميركا مصالح مشتركة وهذا يفسر انتقائية التهديد حيث لا تجرؤ على تهديد دولة قوية مثل تركيا أو باكستان.
فهل تبيت إيران النية لاستخدام دول الخليج ساحة مواجهة مع أميركا؟
اذا كان الأمر كذلك ونأمل ألا يكون فإنه يضع مصداقية ايران على المحك كدولة إسلامية تحترم الرابطة الاسلامية ويشكك في مسعاها نحو توثيق علاقاتها مع جيرانها من دول الخليج التي لا تتمنى حدوث أي مواجهة وترفض استخدام أراضيها في أي صراع بين إيران وأميركا.