Note: English translation is not 100% accurate
البابا بنديكتوس على خطى سلفه يوحنا بولس الثاني
الثلاثاء
2006/9/19
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : سلطان ابراهيم الخلف
سلطان الخلف
في العام 2001، وقبل احداث الحادي عشر من سبتمبر، قام بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني بزيارة الى اثينا قدم فيها اعتذاره للنصارى الارثوذكس عما ارتكبته الكنيسة الكاثوليكية من تعديات على حريتهم الدينية خلال فترة سقوط الدولة البيزنطية تحت النفوذ الكاثوليكي.
كما اعتذر لليهود قبل تلك الزيارة بعام عما سببته الكنيسة الكاثوليكية لهم من معاناة وما قامت به من انتهاكات لحقوقهم الإنسانية والدينية.
وفي منتصف التسعينيات من القرن الماضي قام بصياغة بيان لتبرئة اليهود من دم المسيح ( عليه السلام ).
لكنه رفض الاعتذار للمسلمين عن الفظائع التي ارتكبها الصليبيون في حق المسلمين أثناء الحروب الصليبية عند زيارته لسورية التي جاءت بعد يوم واحد من زيارته لأثينا التي قدّم فيها اعتذاره للأرثوذكس.
تصريحات بابا الفاتيكان الحالي بنديكتوس التي زعم فيها ان الإسلام دين انتشر بحد السيف وانه بعيد عن العقل وان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أتى بأشياء شريرة وغير إنسانية، هذه التصريحات تؤكد على ان البابا يسير على نفس خطى سلفه البابا يوحنا بولس الثاني في اتخاذ موقف متشدد من الإسلام والمسلمين.
وما صرح به من ان الإسلام لا يستخدم الشدّة المطلوبة في إدانة العنف الذي يمارس باسم الجهاد والإيمان، إنما هو محاولة لاتهام الإسلام بأنه دين إرهابي يدعو الى العنف.
والغريب في الأمر ان يصدر تصريح بهذا المعنى المغلوط وغير المسؤول من شخصية رفيعة المستوى تمثل أعلى سلطة مسيحية ممثلة بالفاتيكان.
فسلوك جماعة محدودة من بين المسلمين مسلكا متطرفا وشاذا لا يعني ان سلوكها نابع من تعاليم الإسلام كما لا يعني ان هذه الجماعة تمثل الإسلام والمسلمين.
ولك ان تتساءل:
هل ما قام به المسيحيون اثناء الحروب الصليبية من قتل ما يقرب من 70 ألفا من المسلمين العزّل المحاصرين في بيت المقدس، او ما ارتكبته محاكم التفتيش الإسبانية من جرائم في حق المسلمين واليهود في الأندلس لإرغامهم على ترك معتقداتهم الدينية والتحوّل الى النصرانية يعني ان المسيحية دين إرهابي؟!
وهل عمليات بيع صكوك الغفران التي كان يمارسها رجال الدين المسيحي في العصور الوسطى نابعة من تعاليم السيد المسيح ( عليه السلام )؟!
الجواب: بالتأكيد لا، لأن المسيحية دين محبة وسلام وزهد، وهي بريئة من السلوكيات الشاذة لزعاماتها الدينية التي كانت سببا وراء ظهور حركة الإصلاح الديني البروتستانتي ضد الكنيسة الكاثوليكية في القرن الخامس عشر الميلادي.
والبابا بنديكتوس ـ وهو أستاذ متخصص في الدراسات اللاهوتية ـ يعلم تماما ان الأقباط المصريين أتباع الكنيسة الشرقية اعتنقوا الإسلام عندما أحسوا بالفارق الكبير بين المعاملة المجحفة التي كانوا يلاقونها من قبل محتليهم واخوانهم في العقيدة الرومان الكاثوليك، والمعاملة الإنسانية التي تلقوها على ايدي المسلمين الفاتحين.
كما يعلم ان الإسلام انتشر في جنوب شرق آسيا على أيدي التجار المسلمين أثناء رحلاتهم التجارية الى تلك المنطقة وليس بحد السيف على حد زعمه.
ولا أدري لماذا يثير البابا العداوة مع الإسلام ورسوله ژ، مع العلم ان العداوة بين الكاثوليك والبروتستانت اشد وانكى، وقد أدت الى حروب طاحنة بينهما عانت منها اوروبا على مدى قرون ولاتزال آثارها قائمة حتى اليوم في إيرلندا الشمالية بسبب الخلافات الدينية بينهما والتي على رأسها عدم اعتراف البروتستانت الذين يتداولون إنجيل الملك جيمس بإنجيل الكاثوليك المعروف بإنجيل دووي.
ما أعلنه البابا بنديكتوس اخيرا عن اسفه من سوء فهم ما جاء في محاضرته عن الإسلام لا يكفي لطي هذه الصفحة السوداء، لأنه استخفاف بالمسلمين.
ونحن المسلمين لابد لنا من مطالبته بأن يعــــترف على مستوى رسمي كممثل للكنيسة الكاثوليكية بأنه أخطأ في حق الإسلام ورسوله والمسلمين، ويبـــادر بإزالة الخطأ الذي وقع فيه حتى لا يكون سبــبا في إثارة العداوة والبغضاء بين المسيحيين والمسلمين من جديد.
اقرأ أيضاً