سلطان الخلف
بالأمس وبسبب تعنته وركوبه موجة التحدي رغم ان ظروف الواقع لا تصب في صالحه أعطى النظام البعثي البائد في العراق المجتمع الدولي مبررا قويا لاستعمال القوة ضده من اجل اخراجه من الكويت بعد احتلاله لها.
وحتى بعد طرده من الكويت لاحقته شبهة انتاجه أسلحة الدمار الشامل الكيماوية بعد ان استخدمها ضد المدنيين من أبناء شعبه في حلبجة مما اعتبرته الولايات المتحدة مبررا كافيا لدخولها العراق والاطاحة به تحت ذريعة عدم تمكينه من انتاج السلاح الكيماوي المحظور عالميا.
ما أشبه اليوم بالبارحة، ففي ظل استمرار حالة التقاطب بين ايران والولايات المتحدة فإن اقامة منشآت نووية في ايران تعد مبررا سقط بيد البيت الأبيض لكي يستند اليه في تصعيد حدة المواجهة معها من خلال عدم السماح لها بالمضي في تطوير برنامجها النووي على اعتبار ان ذلك البرنامج قد يؤدي الى انتاج أسلحة نووية تهدد السلام العالمي.
وبسبب تعنت الطرفين وتمسك كل منهما بموقفه ازاء الآخر، ربما تقدم الولايات المتحدة على تنفيذ تهديداتها وتقوم بتدمير منشآت إيران النووية ليكون المتضرر من تلك المواجهة العسكرية شعوب المنطقة وبالأخص الشعب الايراني الذي لم يتعاف بعد من آثار حرب الثماني سنوات الطاحنة.
ان قراءة الواقع بشكل غير صحيح قد تؤدي الى نتائج مدمرة وعلى عكس المتوقع، خاصة اذا كانت تتعلق باحتمال قيام مواجهة عسكرية بين طرفين غير متكافئين احدهما الولايات المتحدة اللاعب الرئيسي على الساحة الدولية الذي يهمه بالدرجة الأولى الحفاظ على مصالحه دون أي اعتبار لمصالح الآخرين.