سلطان الخلف
انفض مؤتمر انابوليس ومر مرور الكرام اذ لم يكن ذا اهمية كي يستقطب الانتباه ولم يكن بأفضل حال مما سبقه من المؤتمرات كمؤتمر كامب ديفيد او مؤتمر مدريد او مؤتمر اوسلو او الشرق الاوسط والشيء الوحيد الذي لفت الانتباه هو البهرجة الاعلامية التي رافقت افتتاحه.
وكعادة المؤتمرات السابقة لن يحقق هذا المؤتمر امل الفلسطينيين في اقامة دولتهم ماداموا يفتقدون اوراق الضغط الكفيلة بتحقيق مطالبهم، ناهيك عن حرمانهم من الاحتكام الى الشرعية الدولية والزامهم بالتقيد بخارطة الطريق الغامضة كمرجعية في المفاوضات مما يعني عدم ضمان الوصول الى الحل المطلوب واستمرار حالة المماطلة من الجانب الاسرائيلي من اجل كسب المزيد من الوقت في قضم المزيد من الاراضي المحتلة وفرض الامر الواقع.
مؤتمر انابوليس لن يكون آخر المؤتمرات فقد تعقبه مؤتمرات اخرى قادمة بعد انتهاء فترة الرئيس الاميركي مع نهاية العام الحالي لتتكرر فيها اسطوانة الوعود الكاذبة منذ الثورة العربية بداية القرن العشرين وسيأتي في وقتها من يركض وراء سرابها.
يقول نعوم شومسكي وهو كاتب اميركي يهودي من كبارالنقاد للسياسة الاميركية الخارجية ان بامكان القيادة السياسية الاميركية ايجاد حل نهائي وعادل لازمة الشرق الاوسط لكن يبدو انها تفضل استمرار الصراع بين العرب والاسرائيليين.
التصعيد الاسرائيلي ضد قطاع غزة بعد المؤتمر بدءا بافتعال ازمة منع الحجاج الفلسطينيين والعودة عبر معبر رفح ثم العقاب الجماعي المتمثل في قطع التيارالكهربائي عن القطاع دون اي اعتبارات انسانية للمرضى والاطفال والشيوخ والعجائز تحت وطأة الطقس البارد يؤكد عدم مصداقية المؤتمر في التوصل الى حل نهائي عادل.