سلطان الخلف
أخطاء أكراد العراق عندما اعتمدوا على إيران في دعم نضالهم في سبيل إقامة دولة لهم في شمال العراق حيث كان الشاه محمد رضا بهلوي يستغلهم كأداة من أجل إضعاف الدولة العراقية التي كانت تمثل تحديا لأطماعه في منطقة الخليج.
وقد نجحوا الى حد كبير في صد الحملات العسكرية التي كان يقوم بها الجيش العراقي للقضاء على محاولاتهم الانفصالية، وسرعان ما تخلى عنهم الشاه عندما رأى ان من مصلحة إيران توقيع اتفاقية الجزائر في عام 1975 مع الحكومة العراقية التي من شروطها وقف دعمه العسكري لهم ليتسنى بعد ذلك للجيش العراقي إلحاق الهزيمة بمسلحي البشمركة الكردية والسيطرة على شمال العراق واخضاعه تحت السلطة المركزية، وقس على ذلك اندثار الحركات الاسماعيلية الدموية ومنها حركة القرامطة التي شغلت العالم الإسلامي في القرون الماضية بعد انهيار حاضنتها الدولة الفاطمية وتلاشي بريق الأحزاب الشيوعية العربية التي كانت تصول وتجول في الساحة السياسية واختفاء صور رموزهم الذين كانوا يتبركون بهم من المناضلين الشيوعيين أمثال الرفاق لينين وجي جيفارا وكاسترو عندما ارتأى الاتحاد السوفييتي المنهار ان من مصلحته التخلي عن نظريته الشيوعية التي فشلت في تحقيق العيش الكريم لأبناء شعبه ليترك تلك الأحزاب التي ربطت مصيرها به ورضيت ان تكون أداة في يده، تعيش مكشوفة دون غطائه الذي كان يوفر لها سبل البقاء.
تلك التجارب يمكن ان تتكرر من أي جماعة أو حزب يعمل لمصلحة دولة أو جهة خارجية دون مراعاة مصلحة الوطن الذي يعيش فيه.
ولخطورة هذه الارتباطات الخارجية فقد تكفل القانون بإنزال عقوبة شديدة بحق المتورطين فيها وعقوبات أشد بمن يتورط منهم بشكل مباشر في زعزعة أمن واستقرار وطنه.