سلطان الخلف
نشارك الكوسوڤيين فرحتهم بالاستقلال الذي اعلن يوم الاحد السابع عشر من الشهر الجاري، وهو الشهر الذي تمر فيه علينا ذكرى استقلال بلدنا الكويت، ولقد عانى طويلا سكان اقليم كوســوڤــو على ايدي الارثوذكس المتعصبين ثم زادت معاناتهم وبلغت حدا لا يمكن وصفه خلال الحقبة الشيوعية التي انتهت بإحالة رئيس صربيا الديكتاتور الدموي البائد سلوبودان ميلوسوڤيتش الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي لمحاكمته على ما ارتكبه من اعمال وحشية في حق مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوڤو.
من الطبيعي ان ترفض روسيا وصربيا الحليفــتان الاعتـــراف باستقلال اقليم كوســوڤو الذي كان جزءا من صربيا، فهل تريدان ابقــاء سكــان الاقلــيم تحت رحمة جلاديــهم الصرب اصحـــاب التـاريخ الاسود الذيـن تسببوا في اشــعال فتـــيل الحرب العالمية الاولى عندما اغتالوا وريث العرش النمساوي وزوجته في سراييڤو ولايزالون يماطلون في تسليم مجرم الحرب كراديتش المطلوب للقضــاء الدولي لتتكرر من جديد مأساة انتهاكات حقــوق الانسان والتطهير العرقي في البلقان.
ثم الدعوة الى التدخل العسكري لوضع حد لها؟ كان من المتوقع استقلال كوسوڤو لاقتناع الولايات المتحدة الاميركية وعدد من الدول الاوروبية الفاعلة بأهمية استقلالها في استتباب الامن في منطقة البلقان، بعد ان اثبت الصرب انهم غير جديرين باحترام حقوق الاقليات التي كانت تعيش معهم.