سلطان الخلف
نجح اليهود في استغلال الهولوكوست او المحرقة التي تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية على ايدي النازيين عندما جعلوها رمزا لقمة المعاناة والظلم اللذين تعرضوا لهما ووظفوها في خدمة مصالحهم ومشروعهم الاستيطاني.
وكلمة الهولوكوست من التراث اليهودي وتعني حرق الضحية حتى الرماد لكي يستجيب الرب، ويعتقدون ان الرب استجاب لهم بعد المحرقة وكافأهم بمنحهم ارض فلسطين، ومن مظاهر هذا التوظيف انه لم يعد بمقدور احد التقليل من شأن المحرقة او التشكيك في وقائعها بعد ان نجحوا في سن قانون (فابيوس جايمو) الذي يمنع حرية البحث فيها.
وقد تعرض المفكر الفرنسي جارودي للمساءلة القانونية عندما حاول تحدّي ذلك القانون وقام باعداد دراسة علمية اثبت فيها كذب الادعاء بإبادة ستة ملايين يهودي في غرف الغاز وان العدد الحقيقي اقل من ذلك بكثير.
ولم يكتف اليهود بالتهديد بالمساءلة القانونية، بل تعدوا ذلك الى اتباع اسلوب الابتزاز المالي حيث لا تزال الدولة الالمانية تدفع تعويضات مالية ضخمة لعوائل المتضررين اليهود من المحرقة، واصبح في وعي المواطن الغربي الذي يعيش ثقافة التهويد التي تفرض عليه احترام مأساة الهولوكوست وضرورة التعاطف مع السياسة الاسرائيلية في الاراضي المحتلة بشكل عفوي حتى وان كانت تعديا على قوانين الشرعية الدولية او الحقوق الانسانية.
تشبيه حملتها العسكرية التي قامت بها مؤخرا على غزة المحاصرة والتي قتل فيها العشرات من المدنيين ومن بينهم اطفال بالهولوكوست هو اعتراف صريح من اسرائيل بارتكابها جرائم ضد الانسانية لا تختلف عن جريمة الهولوكوست التي ارتكبها النازيون في حقهم.
احد مســــؤولي المنظــــمات الانسانية الاوروبـــية لم يتــــردد بالتـــــصريح لاذاعة الــــبي بي سي عــــندما شـــــاهد الاوضــــاع المأساوية بعد الاعــــتداء عــــلى غــــزة بأن ردة الفعل الاسرائيلي لا يمكن تبريره لانه يفوق بكثير هجمات الصواريخ التي تتعرض لها مستوطناتها مما يؤكد حقيقة ان غزة تعيش هولوكوستا.