سلطان الخلف
رغم كل هذا التقدم العلمي الذي وصلنا إليه في القرن الحادي والعشرين تواجه البشرية اليوم مشكلة خطيرة هي ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن زيادة الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للطاقة.
من آثار تلك الظاهرة التي انكب العلماء في السنوات الأخيرة على دراستها ما تشهده الكرة الأرضية من تغيرات مناخية جراء ارتفاع درجة الحرارة وما يصاحب ذلك من ذوبان كتل الجليد في القطبين وزيادة منسوب مياه البحار والمحيطات والتي تهدد بدورها باكتساح اليابسة.
وللحد من استفحال الظاهرة وذلك بتقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وقعت الدول الصناعية المتسبب الرئيسي منها كأكبر مستهلك للطاقة اتفاقية كيوتو عام 1997، وكخطوة عملية عمدت بعض تلك الدول إلى الاستثمار في إنتاج الوقود البيولوجي المستخرج من بعض النباتات كالذرة والقمح وغيرهما لكونه خاليا من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري دون أي اعتبار لما يسببه مثل ذلك الإجراء من ارتفاع أسعار تلك الحبوب التي تعتبر غذاء رئيسيا لشعوب الدول الفقيرة والذي يبدو أنه بات يهدد أمنها الغذائي واستقرارها السياسي، حيث أدى إلى تنظيم مظاهرات في العديد منها كما حدث في مصر الشهر الماضي للمطالبة بزيادة الرواتب وكبح جماح زيادة الأسعار.
واعتبر أحد مسؤولي الأمم المتحدة التحول نحو الوقود البيولوجي جريمة في حق الإنسانية من منطلق أن تخصيص الحبوب لإطعام البشر أولى من تخصيصها لملء خزانات الوقود.
يبدو أن البشرية مهما بلغت من تقدم علمي قاصرة عن التنبؤ بواقع مستقبلها، فبعد قرن من الزمان أدركت مدى الدمار الذي أحدثته في البيئة وبالغلاف الجوي وبادرت لتنويع مصادر الطاقة لكنها خلقت مشكلة أخرى هزت اقتصادات الدول الفقيرة التي تعاني في الأصل من شبح تراكم الديون وعجوزات كبيرة في الميزانية لا تسمح لها بالنهوض بمستوى معيشة شعوبها.
وإزاء هذه الإشكالية التي بدأت تطفو على السطح وتدخل ضمن اهتمامات المنظمات الدولية والإنسانية وتثير قلقا لدى دول العالم الثالث لا تزال منطقتنا العربية مشغولة بالبحث عن السلام!
مدارسنا والغبار
لا ندري إلى أي مدى يمكن أن يكون الغبار الذي خيم على الكويت الأيام الماضية مضرا بصحة أبنائنا وبناتنا أثناء تواجدهم في المدارس خلال الساعات السبع من دوامهم المدرسي؟ نأمل من مسؤولي وزارة التربية دراسة الموضوع وتحديد نسبة الغبار المضرة بالصحة حتى تكون معيارا علميا في تبني قرار يعتبر يوم الغبار الشديد عطلة مدرسية حرصا على سلامة صحتهم فهي أولى من حضورهم فيه وتعريض صحتهم للخطر.