سلطان الخلف
تصريح الشيخ يوسف القرضاوي حول حملة التبشير الشيعي التي تتزعمها ايران جاء من منطلق ما تمليه عليه المسؤولية كعالم دين وكرئيس للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بعد أن وضحت دلائلها لديه وفشلت مطالباته الحثيثة منذ سنوات بالكف عن أنشطتها التي أخذت تتمدد في البلاد العربية والإسلامية مدعومة بالمال السياسي الوفير.
وهذا كما يراه أمر يتناقض مع مبدأ التقريب بين المذاهب الذي كان من المتحمسين له، لكنه أبدى تحفظه عليه وأعلن عدم المشاركة في أنشطته القادمة مما يوحي بأن التقريب لم يعد ذا جدوى بعد الآن.
وما يخشاه القرضاوي من أنشطة التبشير الشيعي هو انها تهدد بفتن طائفية قادمة في البلاد العربية على غرار الفتنة الطائفية التي يعاني منها العراقي حاليا.
ومن الطبيعي أن يتعرض الشيخ القرضاوي الى حملة من الانتقادات لكن ما يؤسف له أن يوجه له البعض سيلا من الاتهامات الباطلة وفق قاعدة «واذا خاصم فجر» متجاوزا بذلك حدود الخلق الإسلامي الفاضل دون اي اعتبار لمكانته العلمية وما يشغله من منصب حساس لمؤسسة دينية تضم ممثلين عن جميع المذاهب الإسلامية.
ومما يزيد من احترامنا للشيخ القرضاوي هو ثباته على موقفه ورده بكل حزم وقناعة على من انتقده أو لامه وعتب عليه بحجة حساسية الأوضاع التي تمر بها المنطقة والتي تستدعي حسب قولهم وحدة الصف في مواجهتها، ولكن أليس هذا التبشير استغلالا لمثل هذه الأوضاع؟