سلطان الخلف
فوز المرشح الديموقراطي أوباما على نظيره المرشح الجمهوري ماكين في انتخابات الرئاسة الأميركية كان مفاجأة وحدثا تاريخيا مشهودا بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية حيث وصفت وسائل إعلامها الحدث بأنه يبشر بتعافي المجتمع الأميركي من داء العنصرية الذي دام عشرات السنين وانه بذلك يقدم اروع الأمثلة في الديموقراطية عندما اختار رئيسا أسود من أصول أفريقية بل وينحدر من أسرة مسلمة، ربما يكون هذا الوصف أمرا مبالغا فيه ويحتاج الى تحقيق علمي للتأكد من صحته اذا علمنا ان غالبية الولايات الجنوبية ذات التاريخ العنصري وعلى رأسها ألاباما صوتت الى جانب ماكين، لكن الأمر الذي يبدو اقرب الى الحقيقة ويمكن اعتباره تفسيرا واقعيا لنتيجة الانتخابات هو تراجع الاقتصاد الاميركي في عهد الإدارة الأميركية الحالية التي يديرها اليمين المسيحي الجمهوري على مدى الثماني سنوات الماضية ووصوله الى حافة الانهيار في العام الحالي بعد ان تسبب في إفلاس بعض البنوك والمؤسسات المالية الكبرى وتدني اسعار اسهم البورصة وظهور أزمة الرهن العقاري التي تسللت الى الدول الاوروبية وتفشي ظاهرة البطالة بعد قيام الكثير من الشركات الصناعية والمالية بتسريح عشرات الآلاف من موظفيها الأمر الذي دفع بالمواطن الاميركي الذي بات يشعر بوطأة الخناق على مستواه المعيشي الى مراجعة حساباته الانتخابية وان يقرر هذه المرة اختيار اوباما رئيسا عله يأخذ بيده الى بر الأمان حسب المثل القائل (نار أوباما ولا جنة ماكين) معلنا بذلك فشل سياسية اليمين المسيحي الجمهوري المتسبب في هذه الأزمة.
وبالنسبة للسياسة الخارجية الاميركية فإن الرئيس المنتخب اوباما لن يغير فيها شيئا لأنها دائما ترتبط بالمصالح الكبرى للدولة الأميركية وليس بالرئيس ومن السذاجة ان يعقد العرب الآمال عليه من منطلق كونه ينتمي الى اسرة مسلمة فهو مسيحي وليس بمسلم كما اعترف بذلك وقطع الشك باليقين عندما وقف يترنم بالتراتيل التلمودية امام حائط المبكى في زيارته للقدس وكلل ذلك بتعيين رام عمانوئيل الاسرائيلي كبير موظفي البيت الأبيض.