سلطان الخلف
يمثل النفوذ اليهودي الصهيوني بعبعا للساسة الغربيين، لذلك تجدهم يخطبون ود اسرائيل في دفاعهم عن سياساتها العدوانية من أجل الحصول على مكاسب سياسية.
خلال العدوان الاسرائيلي على غزة وأثناء زيارته الخاطفة للقاهرة واعلانه المبادرة الفرنسية ـ المصرية لوقف اطلاق النار صرح الرئيس الفرنسي ساركوزي بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، كما أدلى بنفس التصريح مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق ورئيسا الولايات المتحدة السابقين جورج بوش وكلينتون وكذلك هيلاري كلينتون قبل توليها حقيبة وزارة الخارجية الأميركية والرئيس الأميركي باراك حسين أوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ورئاسة البرلمان الأوروبي مما يعكس موقفا غربيا موحدا وثابتا تجاه تأييد جرائم اسرائيل.
والمتتبع لوسائل الإعلام الغربية أثناء حرب غزة سيجد انها تلتزم نفس موقف الساسة الغربيين حيث كانت تتفادى تغطية الوضع الانساني البائس في غزة حتى لا تثير حفيظة أصحاب النفوذ من الصهاينة، وقد انفضح موقف إحدى الإذاعات العريقة عندما رفضت اذاعة نداء اغاثة غزة بحجة عدم ضمان وصول المساعدات الى غزة رغم ابداء المنظمات الانسانية البريطانية مسؤوليتها في تبني مشروع الاغاثة بل مما يعجب له المرء انه سبق لهذه المحطة الإذاعية اعلان نداءات اغاثة لكل من دارفور والكونغو! وقد استهجن موقفها هذا ستة عشر نائبا بريطانيا وهو دليل على زيف ادعائها الموضوعية وانحيازها للعدوان الاسرائيلي.
ومع ذلك يكفي ما قامت به قناة الجزيرة من توثيق لأحداث غزة أولا بأول وكشفها عن جرائم الحرب التي ارتكبها الجنود الصهاينة في غزة مما حدا بالحكومة الاسرائيلية الى الاسراع بتوفير حماية قانونية لجنودها.
ولا ننسى كذلك موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجدير بالثناء والاشادة والذي يعتبر بحق قنبلة اعلامية مدوية في هذا الوسط الإعلامي المتكتم على جرائم اسرائيل عندما قاطع منتدى دافوس وخرج من حلقة النقاش أمام مرأى ومسمع من العالم معلنا رفضه عن المشاركة فيه ومحتجا على ازدواجية معاييره تجاه حرب غزة بعد ان انتقد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الذي كان يجلس الى جانبه ووصف كيانه بأنه يرتكب جرائم حرب عندما يتعمد قتل أطفال غزة ويمنع المنظمات الانسانية من ايصال المساعدات الى أهالي غزة المحاصرين.