انتهت حرب غزة الثالثة ولم يحقق نتنياهو أهداف حكومته اليمينية المتطرفة في نزع سلاح المقاومة، كما لم يستطع جيشه تدمير كل الأنفاق والتخلص من ترسانة الصواريخ أو منع تساقطها على تل أبيب أو مستعمراته التي تحيط بغزة رغم وجود القبة الحديدية التي كان يعول عليها في التصدي لتلك الصواريخ.
وقد أصيب الصهاينة بالإحباط لعدم تمكن حكومتهم من تحقيق أحلامهم في القضاء على المقاومة وقد كان ذلك سببا في انخفاض شعبية نتنياهو وتصدع حكومته حتى إن بعض القيادات العسكرية القديمة أكدت فشل الجيش الصهيوني رغم تمتعه بكل التقنيات العسكرية الحديثة في حسم معركته مع فصائل المقاومة التي تعتمد على الأسلحة الخفيفة والصواريخ المتواضعة رغم الدمار الهائل الذي أوقعه الجيش في الأحياء السكنية وأعداد القتلى الذين تجاوز عددهم الألفين بالإضافة إلى آلاف المصابين والمهجرين داخل غزة الذين قاربوا المائة ألف.
بل الذي لم يخطر على بال أحد أن يتم إغلاق مطار بن غوريون وأن يتدفق عشرات آلاف الصهاينة إلى الملاجئ هربا من زخات الصواريخ المتلاحقة. وهذا ما يؤكد خطأ حسابات نتنياهو في ان غزة أضعف مما كانت عليه بعد الحرب الثانية والأصح أنها باتت تتعلم دروسا جديدة بعد كل حرب تخوضها مع الصهاينة.
مما لا شك فيه أن الصواريخ أثبتت فاعليتها خلال حرب غزة وكان لها الأثر الكبير في زعزعة أمن المستعمرات المحيطة بغزة خلال الـ 50 يوما وهي فترة طويلة لم يستطع جيش الصهاينة فيها تنفيذ أسلوب الحرب الخاطفة، كما فعل في حرب 1967 بل انزلقت قدماه في حرب استنزاف ليس بمقدوره الاستمرار فيها.
الحرب لم تنته بعد مع اتفاق الهدنة وسيعاود الصهاينة اعتداءهم على غزة في المستقبل وستصمد غزة كما صمدت في حروبها السابقة وهي أكثر قوة وصلابة وعلى العرب مراجعة حساباتهم واتخاذ مواقف واقعية في مواجهة التعنت الصهيوني واعتداءاته المتكررة على غزة.