تلك القمة لم تكن سوى لقاء مع الرئيس أوباما وقد تخلف عنها أربعة من زعماء الخليج وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز ولم يسفر عن اتفاقية ملزمة سوى وعود أطلقها الرئيس أوباما بضمان أمن دول الخليج من أي اعتداء إيراني وهي وعود قد لا تختلف عن وعوده السابقة التي ذهبت أدراج الرياح كحل النزاع مع الصهاينة بإقامة دولتين ونكوصه عن ضرب جيش البعث الطائفي في سورية بعد استخدامه سلاحا كيماويا محرما دوليا ضد الشعب السوري، ولا تلام دول الخليج عندما تشعر بالامتعاض من سياسته الناعمة تجاه ما تقوم به إيران من أعمال غير مسؤولة تؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة كما هو حاصل في اليمن وفي سورية والعراق ورفضه إقامة مناطق آمنة في سورية لحماية المدنيين أو تقديم أسلحة مضادة للطائرات للجيش السوري الحر لتحييد سلاح الجو الطائفي الذي يقتل المدنيين ويدمر المدن السورية.
وعلى دول الخليج عدم التعويل كثيرا على ضمانات أوباما والتفكير بجدية في مواجهة التدخلات الإيرانية من خلال التعاون والتنسيق فيما بينها على جميع الصعد بما فيها الصعيد العسكري ومواصلة الحملة العسكرية لإنقاذ اليمن من الميليشيات الحوثية ومن حليفهم علي عبدالله صالح وعدم التردد في تقديم كل أنواع الدعم العسكري للجيش السوري الحر لتخليص سورية من نظام الأقلية الطائفية المتعاون مع إيران ضد إرادة الشعب السوري. سياسة أوباما في منطقتنا العربية كانت مدمرة أكثر من كونها بناءة والكثير ينتظر انتهاء فترة رئاسته ومن المستبعد - على أقل تقدير - أن يكون الرئيس القادم أكثر سوءا منه.
***
مات الجنرال التركي كنعان إيفرين بعد أن حكم عليه بالسجن المؤبد لقيامه بانقلاب عسكري في العام 1980 ليكون بذلك آخر جنرال عسكري انقلابي يحكم تركيا في التاريخ المعاصر. وبذلك يكون هذا الحكم رادعا لأي مسؤول عسكري تركي قد يفكر في إجهاض الحياة الديموقراطية التي بدأت تأتي ثمارها في الدولة التركية من احترام لكرامة الإنسان وحريته في اختيار ممثلين عنه ونمو في معدلات التنمية وتوفير فرص العمل للشباب التركي وازدهار الحياة المعيشية لكل فئات المجتمع التركي.
***
أقيم يوم الجمعة الماضي حفل زواج رئيس وزراء لكسمبورغ كزافييه من صديقه البلجيكي غوتيه والعجيب أن الذي قام بعقد قرانهما رئيسة بلدية مدينة لوكسمبورغ ليدي بولفر ليكون أول مسؤول أوروبي يعقد زواجا مثليا. وفي الحقيقة هذا ليس زواجا لكنه سلوك منحرف خارج عن طبيعة الإنسان أو الحيوان ويهدد مكانة الأسرة التقليدية التي توفر كل مشاعر الأمن والطمأنينة والتوازن العاطفي لأفرادها جميعا. لكن كيف غاب عن هؤلاء الذين يدعون التحضر هذه المفاهيم البدهية؟