لا يلام الائتلاف السوري ممثل الشعب السوري الثائر على نظام الأقلية الطائفية عندما يشترط تنفيذ قرارات مؤتمري جنيف السابقين ومجلس الأمن قبل المشاركة في مفاوضات جنيف القادمة مع النظام، ومن هذه القرارات وقف قصف المدنيين ورفع الحصار عن المدن وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين وهي قضايا إنسانية قبل أن تكون محلا للتفاوض.
لكن كيف فات المبعوث الأممي دي مستورا أو وزير الخارجية الأميركي كيري الذي يتظاهر بأنه حليف للشعب السوري مثل هذه القضايا الإنسانية حتى يذكرهما الائتلاف السوري بها؟ فإذا كانت مثل هذه القضايا الإنسانية الملحة غير مهمة بالنسبة لهما فكيف يمكن التعويل على مفاوضات لن تكون أفضل من سابقتها ولن تتعدى كونها إضاعة للوقت والجهد؟!
سورية اليوم تتعرض للتدمير وملايين الشعب السوري يعيش مأساة التشرد والحصار والقتل تحت الوصاية الروسية والأميركية وهو ما يذكرنا بقضية فلسطين التي تلاعب بها البريطانيون والفرنسيون منذ سبعين عاما. لكن على العرب أخذ العبرة من درس خدعة الثورة العربية الكبرى 1916 وضياع فلسطين وهم يرون المماطلة الدولية تتكرر اليوم تجاه سورية أمام أعينهم وليعلموا أن ما يحدث لسورية اليوم مرشح لأن ينتقل إلى عقر دارهم في الغد تحت غطاء دولي وعليهم أن يقفوا بشكل واضح إعلاميا وسياسيا وعسكريا في مواجهة مماطلة المجتمع الدولي وعدم اتخاذه قرارات فاعلة تجاه إنهاء مأساة الشعب السوري وليتخذوا من مواقف المملكة السعودية المشرفة في الوقوف إلى جانب الشعبين السوري واليمني قدوة لهم.
مؤتمر جنيف القادم هدفه نسف «جنيف 1» وقرارات مجلس الأمن ولا توجد ضمانات دولية لتطبيق أي قرار يخرج من المؤتمر، وتبقى كلمة الفصل في عدم التعويل على المجتمع الدولي وقدر الثورة السورية هو الاستمرار في مواصلة الحرب على نظام الأقلية الطائفية المترنح الذي فقد شرعيته من قبل الشعب السوري ولم يعد سوى ألعوبة بيد الروس والنظام الإيراني الصفوي.
***
من توصيات مؤتمر الأقليات الذي عقد منذ أيام في المغرب حماية الأقليات الدينية في البلاد الإسلامية. لكن كيف فات المؤتمر التوصية بحماية الأكثرية السنية في سورية التي تتعرض للإبادة من قبل الأقلية الطائفية الحاكمة؟!
***
الأميركان والأوربيون قرروا وبسرعة الدخول في مواجهة عسكرية مع «داعش» في ليبيا لكنهم ورغم استطاعتهم لم يقرروا حتى الآن إعلان مناطق آمنة في سورية تحمي المدنيين من القتل وتمنع تدفقهم إلى أوروبا كما فعلوا لأكراد العراق بعد تحرير الكويت!
***
عرضت الـ «بي بي سي» برنامجا وثائقيا عن الرئيس الروسي بوتين، تبين فيه كيف يدير الدولة الروسية من خلال المال السياسي وتدخله المباشر في الكثير من القضايا وتجاوزه للقانون وتصفيته لمعارضيه وامتلاكه لثروة تقدر بمليارات الدولارات. شخصية مثل هذه الشخصية الستالينية لا يمكن التعويل عليها في انتهاج سياسة بناءة في سورية أو القيام بأي دور بناء في المجتمع الدولي.