يجمع الأديان السماوية أصل واحد هو الإسلام أو الانقياد إلى الله تعالى، فإبراهيم عليه السلام هو جد الأنبياء موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام الذين بعثوا بالرسالات السماوية الثلاث التي بقيت على مر الزمن حتى وقتنا الحالي وهي اليهودية والمسيحية والإسلام وقد كان إبراهيم مسلما (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) البقرة 131.
وقد حملت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم مسمى الإسلام لتذكر بأنها امتداد لعقيدة إبراهيم عليه السلام، ولم تأت بشيء خارج هذه العقيدة يدعو إلى الريبة والشك لدى أتباع اليهودية أو المسيحية لكن الأهواء والتعصب كانا سببا في رفضهم قبول الإسلام. وعلى النقيض فإن المسلمين يعترفون بنبوة موسى ونبوة عيسى عليهما السلام ويتسمون باسميهما ولا يتعرضون لهما بسوء لأن ذلك من ضرورات عقيدتهم الإسلامية التي تقوم على الإيمان بأنبياء الله جميعا وتوقيرهم. وقد انعكس ذلك على قبولهم بالآخر اليهودي والمسيحي على اعتبار أنهم أهل كتاب وهي مثل أخلاقية عظيمة في تسامح الإسلام وإيمانه بالتعايش السلمي مع الآخر حتى صارت ثقافة إسلامية متأصلة لدى المسلمين على مر العصور.
هذه القيمة الأخلاقية يتميز بها المسلمون عن الآخر اليهودي أو المسيحي الذي لا يعترف بالإسلام ولا برسوله وصارت ثقافة الرفض سمة هذا الآخر لتسكن في وعيه العام منذ قرون طويلة تجلت في مرات عديدة بمظاهر العنف ضد المسلمين في الحروب الصليبية أو نكبة الأندلس وفلسطين. أما اليوم فاتخذت منحى آخر خطيرا هو شيطنة الإسلام واتهامه بالإرهاب كما جاء على لسان بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس أو الرئيس أوباما الذي طالب المسلمين بتعديل القرآن ليكون متسامحا! المسلمون متسامحون بطبيعتهم الدينية وعلى الآخرين أن يبدوا تسامحا مع المسلمين بأن يكفوا عن الاستهزاء برموزنا الدينية برسومهم الكاريكاتورية الرخيصة وأن يتوقف ساستهم مثل ترامب واليمين الأوروبي المتطرف عن استغلال (داعش) في التحريض والكراهية ضد المسلمين في معاركهم السياسية وإن كان ذلك غير وارد ولا يبشر بخير لأن ثقافة العداوة مع الإسلام والمسلمين متأصلة في وعيهم ويتساوى فيها متدينوهم مع اللادينيين منهم.
>>>
الفلوجة تمر بمعاناة إنسانية شديدة وتعيش أجواء حربية رهيبة وهي واقعة بين فكي كماشة (داعش) من جهة والحشد الشعبي (الشيعي) مع الجيش العراقي من جهة أخرى. ربما يتساءل المرء ما الحاجة إلى دعم جيش نظامي بمجموعة من ميليشيات متطرفة تحت مسمى (حشد شعبي) غير منضبطة عسكريا ومشبعة بمعنويات طائفية خطيرة وتخضع لأوامر إيرانية؟ هذا المشهد يؤكد السياسة الطائفية التي تنتهجها الحكومة العراقية وإن كانت تتظاهر بغير ذلك.
>>>
مع اقتراب انتخابات مجلس الأمة المقبل، بدأت المزايدات الانتخابية والتي كما تبدو حول الصوت الواحد وتداعياته بين مؤيد ورافض أو مسلم بالصوت الواحد بعد الرفض. نتمنى ألا ننشغل مع موضوع الصوت الواحد وننسى مواضيع كثيرة كالفساد وتراجع التنمية والتركيبة السكانية والصحة والتعليم.