«التوراة والإنجيل والقرآن والعلم» هو عنوان لكتاب ألفه موريس بوكاي أستاذ فرنسي في كلية الطب في جامعة السوربون.
أسلم هذا الأستاذ رحمه الله بعد ترميم جثة مومياء فرعون وكان أحد الأطباء الذين استدعتهم منظمة اليونيسكو للمشاركة في عملية الترميم وكانت المفاجأة الكبرى عندما اكتشف موريس آثار الملح في تلك الجثة وتهشم عظامها دون أن تظهر عليها آثار جروح.
فاعتبر ذلك كشفا عظيما لأحد أسرار هذه المومياوات الفرعونية وأراد أن يضمن تقريره اكتشافه الجديد في أن هذا الفرعون مات غريقا لكنه أخبر بأن المسلمين يعلمون من القرآن قصة غرق أحد ملوك الفراعنة وأنه سوف ينجو ببدنه وهو من لحق بموسى عليه السلام وقومه وأراد أن ينتقم منهم.
لم يتوقع موريس أن قرآن المسلمين الذي لم يكن يعرف شيئا عنه إلا من خلال دراسته في المدارس الكاثوليكية على أنه كتاب من بنات أفكار محمد صلى الله عليه وسلم يمكن أن يشير إلى هذه المعلومة الخافية على علماء المومياوات المصرية.
وتساءل موريس في نفسه كيف يمكن لمحمد الذي ظهر في القرن السابع الميلادي أن يخبر بأمر هذا الفرعون الذي لم تكتشف جثته إلا في أواخر القرن التاسع عشر؟ بادر موريس بإعلان إسلامه بعد أن تأكدت لديه قصة غرق فرعون في القرآن أثناء حضوره مؤتمرا طبيا في المملكة العربية السعودية ولقائه مجموعة من المتخصصين المسلمين ودار بينه وبينهم الحديث حول الآية (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون) ـ يونس: 92.
لم يدخر موريس وقتا وانكب في دراسة القرآن من الناحية العلمية فوجد توافقا كبيرا بين العلم الحديث وما أشار إليه القرآن من قضايا تتعلق بكيفية نشأة الكون وطبيعة السماء والشمس والقمر والنجوم والأرض ومراحل تشكل الجنين في رحم أمه وغيرها من القضايا العلمية مع مقارنة ذلك بما احتوت عليه كتب التوراة والأناجيل الأربعة حيث خرج بنتيجة أن القرآن الذي يتعبد به المسلمون منذ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هو وحي إلهي لم تعبث به الأيدي البشرية كما عبثت بالكتب الخمسة من العهد القديم والجديد ونشر دراسته في كتابه القيم (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم) حيث ترجم إلى لغات عديدة وأحدث صدمة في الأوساط العلمية والدينية الغربية لأنه ينسف الأفكار المغلوطة المنتشرة في الغرب عن الإسلام.
ولموريس كتاب آخر «خلق الإنسان في الكتب المقدسة» يستعرض فيه مراحل خلق الإنسان في رحم أمه تأثر به كيث مور أستاذ علم الأجنة الكندي مؤلف كتاب «الإنسان النامي» وهو كتاب مشهور يدرس في العديد من كليات الطب حيث أعاد طباعة كتابه مع تضمينه الآيات القرآنية التي تشير إلى مراحل تشكل الجنين تقديرا للقرآن وسبقه لعلم الأجنة الحديث مع إيمانه بأن القرآن وحي سمائي وتصديقه برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
رحم الله موريس فقد قدم للإسلام خدمة جليلة بكتابه القيم الذي أصبح وسيلة دعوية عظيمة للإسلام في أوساط المثقفين والعلماء في جميع أنحاء العالم.
****
أخيرا انصاعت حكومة نتانياهو الصهيونية وقبلت بشروط تركيا قبل إعادة التطبيع معها في تقديم اعتذار عن اعتدائها الإرهابي على سفينة مرمرة التي كانت تحمل مساعدات إنسانية لسكان غزة المحاصرة، ودفع تعويضات مالية كبيرة لأسر قتلى السفينة، والسماح لتركيا ببناء مستشفى ومحطة توليد كهرباء ومحطة تحلية لمياه البحر.
هذا يدخل في فن الممكن في السياسة وهو غائب عن الدول العربية التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني.